button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

اليونان تنشر عددًا قياسيًا من رجال الإطفاء والمزيد من الطائرات بدون طيار لموسم حرائق الغابات

مع استعداد اليونان لموسم حرائق غابات كثيف آخر، أعلنت الحكومة عن زيادة كبيرة في أعداد رجال الإطفاء والموارد التكنولوجية. ومع ارتفاع درجات الحرارة وجفاف المناطق لفترات طويلة، مما يزيد من مخاطر حرائق الغابات، تُحشد السلطات عددًا قياسيًا من رجال الإطفاء وتُوسّع قدراتها في مجال مراقبة الطائرات بدون طيار. ويهدف هذا الانتشار الاستراتيجي إلى تعزيز التأهب، وتحسين أوقات الاستجابة، والتخفيف من الأثر المدمر لحرائق الغابات على المجتمعات والنظم البيئية.

صورة بواسطة Sthivaios على wikipedia

توسيع قوات الإطفاء

من المقرر أن تنشر اليونان 18,000 فرد من رجال الإطفاء هذا الصيف، بزيادة قدرها 20% عن العامين الماضيين. وتشمل هذه القوة رجال إطفاء دائمين، وموظفين موسميين، وآلاف المتطوعين المتمركزين في المناطق عالية الخطورة. وتعكس هذه الزيادة الكبيرة في أعداد الأفراد الحاجة الملحة المتزايدة لمكافحة حرائق الغابات، التي ازدادت وتيرتها وشدتها بشكل مطرد بسبب تغير المناخ. وشدد وزير الحماية المدنية يوانيس كيفالوجيانيس على التحديات المقبلة، قائلاً: "من الواضح أن الظروف هذا العام ستكون صعبة للغاية". ستتلقى قوة مكافحة الحرائق الموسعة دعمًا دوليًا، حيث ينضم 300 رجل إطفاء من جمهورية التشيك وفرنسا ورومانيا ومولدوفا وبلغاريا إلى جهود اليونان في إطار برنامج التمركز المسبق التابع للاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، تم نشر ست طائرات ماكديرموت للطيران من طراز B214 ST من أستراليا لدعم عمليات مكافحة الحرائق الجوية، لا سيما في المناطق الجزرية المعرضة لحرائق الغابات. هذه الطائرات مجهزة بأنظمة متطورة لإسقاط المياه تساعد في احتواء الحرائق في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وقد أثبت استخدام معدات مكافحة الحرائق الجوية أنه عنصر أساسي في استراتيجية اليونان للاستجابة لحرائق الغابات، مما يسمح باحتواء أسرع ويقلل من خطر انتشار الحرائق إلى المناطق المأهولة بالسكان. بالإضافة إلى الأفراد والطائرات، تستثمر اليونان أيضًا في معدات مكافحة الحرائق المتخصصة، بما في ذلك مضخات مياه عالية السعة، وأزياء مقاومة للحريق، وأنظمة اتصالات مُحسّنة. تهدف هذه التحسينات إلى ضمان تجهيز رجال الإطفاء تجهيزًا جيدًا لمواجهة التحديات التي تفرضها حرائق الغابات المتزايدة الشدة.

تطوير مراقبة وتكنولوجيا الطائرات المسيرة

استجابةً لتصاعد تهديدات حرائق الغابات، ضاعفت اليونان أسطولها من طائرات مراقبة الحرائق المسيرة تقريبًا، حيث ارتفع عددها من 45 إلى 82 طائرة في غضون عامين فقط. تلعب هذه الطائرات المسيرة دورًا حاسمًا في الكشف المبكر، والمراقبة الآنية، والتنسيق الاستراتيجي لمكافحة الحرائق. بفضل قدراتها المتطورة في التصوير الحراري والبث المباشر، تُزوّد هذه الطائرات رجال الإطفاء ببيانات بالغة الأهمية لتقييم سلوك الحرائق وتحسين استراتيجيات الاستجابة. وقد سلّط الفريق ثيودوروس فاجياس، قائد الإطفاء، الضوء على أهمية التطورات التكنولوجية، قائلاً: "أزمة المناخ باقية، وعلينا أن نكون أكثر فعالية في المراقبة والاستعداد، وكيفية تعبئة مواردنا".

صورة بواسطة European Space Agency على wikipedia

يتيح دمج الطائرات المسيرة في نظام الاستجابة لحرائق الغابات في اليونان رسم خرائط أكثر دقة للمناطق المعرضة للحرائق، مما يُمكّن السلطات من نشر الموارد بكفاءة وتقليل الأضرار. وتُعدّ الطائرات المسيرة مفيدة بشكل خاص في الكشف عن الحرائق في المناطق النائية أو الجبلية التي قد يصعب على الدوريات البرية الوصول إليها. من خلال توفير صور جوية آنية، تساعد الطائرات بدون طيار رجال الإطفاء على توقع تحركات الحرائق وتوزيع الموارد بشكل استراتيجي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لتقييم أضرار ما بعد الحرائق، مما يسمح للسلطات بالتخطيط لجهود التعافي ومنع تفشيها في المستقبل. بالإضافة إلى مراقبة الطائرات بدون طيار، تستثمر اليونان في مراكز قيادة متنقلة وتدريبات مشتركة مع خفر السواحل والجيش. تهدف هذه المبادرات إلى تبسيط التواصل والتنسيق أثناء حالات طوارئ حرائق الغابات، وضمان عمليات إخلاء سريعة وجهود احتواء فعالة. ستعمل مراكز القيادة المتنقلة كمراكز لعمليات مكافحة الحرائق، حيث توفر تحليلات فورية للبيانات وتسهل اتخاذ القرارات بسرعة.

التهديد المتزايد لحرائق الغابات في اليونان

شهدت أضرار حرائق الغابات في اليونان ارتفاعًا حادًا في السنوات الأخيرة، حيث شهد عام 2023 ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط المساحة المحترقة مقارنة بالعقد السابق. في عام 2021، دمرت حرائق الغابات أكثر من 1300 كيلومتر مربع (500 ميل مربع)، وفي عام 2023، توسعت المنطقة المتضررة إلى 1745 كيلومترًا مربعًا (675 ميلًا مربعًا). تُبرز هذه الأرقام التأثير المتصاعد لتغير المناخ، الذي أدى إلى تفاقم ظروف الجفاف وموجات الحر الطويلة في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقد أقرت الحكومة اليونانية بالحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير استباقية، حيث لا يزال ارتفاع درجات الحرارة وقلة هطول الأمطار يُهيئان ظروفًا مثالية لحرائق الغابات. وتُركز السلطات على تعزيز استراتيجيات الوقاية من الحرائق، بما في ذلك الحرق المُتحكّم فيه، وتحسين إدارة الأراضي، وتشديد اللوائح على الأنشطة التي قد تُشعل حرائق الغابات. كما تُطلق حملات توعية عامة لتثقيف السكان والسياح حول تدابير السلامة من الحرائق. وتُشدد هذه الحملات على أهمية الإبلاغ المُبكر عن الحرائق، وتجنب الأنشطة التي قد تُشعل حرائق الغابات، واتباع بروتوكولات الإخلاء عند الضرورة. ومن خلال إشراك الجمهور في جهود الوقاية من حرائق الغابات، تأمل اليونان في تقليل عدد الحرائق التي يُسببها الإنسان وتحسين التأهب العام.

صورة بواسطة Stratos Thivaios على wikipedia

التعاون الدولي والتطلعات المستقبلية

إدراكًا منها للطبيعة العالمية لتحديات حرائق الغابات، تتعاون اليونان بنشاط مع شركائها الدوليين لتعزيز قدراتها في مكافحة الحرائق. ويُجسّد برنامج التمركز المُسبق التابع للاتحاد الأوروبي، والذي يُرسل رجال إطفاء من دول مُتعددة لمساعدة اليونان، أهمية التعاون عبر الحدود في الاستجابة للكوارث. إضافةً إلى ذلك، يُسلّط تعاون اليونان مع أسطول الإطفاء الجوي الأسترالي الضوء على تبادل الخبرات والموارد لمكافحة حرائق الغابات بفعالية. ومن المُرجّح أن يستمرّ نهج اليونان في إدارة حرائق الغابات في التطور، مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا، وتوسيع نطاق تدريب الكوادر، وتعزيز الشراكات الدولية. ومع تسارع وتيرة تغير المناخ، سيكون التزام البلاد بالوقاية الاستباقية من حرائق الغابات والاستجابة السريعة أمرًا بالغ الأهمية لحماية المُجتمعات والنظم البيئية والبنية التحتية.

toTop