الأحداث الرياضية في المملكة العربية السعودية

الفعاليات الرياضية في المملكة هي الفعاليات والمناسبات الرياضية التي تستضيفها أو تنظمها المملكة العربية السعودية لمختلف الرياضات. بدأت الرياضة السعودية في الفترة المبكرة من تأسيس المملكة. وكانت كرة القدم، باعتبارها اللعبة الجماهيرية والشعبية الرائدة عالميًا، أول من نُظم بإنشاء الاتحاد السعودي لكرة القدم ككيان رياضي خاص ذي شخصية اعتبارية مستقلة. تأسس الاتحاد بموجب أنظمة المملكة عام 1956 لمدة غير محددة، ويمارس مهامه ومسؤولياته وفقًا لما تنص عليه الأنظمة واللوائح ذات الصلة.

استضافة كأس القارات

نظمت المملكة عددًا من الفعاليات الرياضية البارزة، من أبرزها كأس القارات لكرة القدم، وهي فكرة انطلقت من المملكة، حيث اقترحت تنظيم بطولة تجمع أبطال البطولات القارية. أُقيم الحدث الافتتاحي عام 1992 تحت اسم "كأس الملك فهد"، ورعى الاتحاد السعودي لكرة القدم أول بطولتين له. جددت المملكة تنظيم كأس الملك فهد (بطولة القارات) عام ١٩٩٥ للمرة الثانية على التوالي، بمشاركة ستة منتخبات، بقيادة المملكة بصفتها الدولة المضيفة. واعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ببطولة عام ١٩٩٧، وأصبحت تحت إشرافه، فأصبحت بطولة رسمية ذات موعد ثابت في روزنامة الفيفا. وتم تغيير اسمها إلى كأس القارات، لتصبح ثاني أهم بطولة بعد كأس العالم لكرة القدم. يُعد المنتخب البرازيلي الأكثر تتويجًا بالبطولة، حيث فاز بأربعة ألقاب في أعوام 1997 و2005 و2009 و2013. يليه المنتخب الفرنسي الذي فاز باللقب مرتين في عامي 2001 و2003.

دور رؤية السعودية 2030 في زيادة عدد الفعاليات الرياضية

تواصل المملكة اهتمامها بالرياضة من خلال تنظيم العديد من الفعاليات، وقد اكتسب هذا الاهتمام زخمًا مع رؤية السعودية 2030، التي تُشدد على تشجيع جميع أنواع الرياضات لتحقيق التميز الرياضي محليًا وعالميًا، والوصول إلى تصنيفات عالمية متقدمة في العديد منها. ولذلك، جاءت زيادة الفعاليات وإطلاق المبادرات لتحقيق تنمية شاملة للقطاع الرياضي في المملكة، من خلال استضافة وتنظيم الفعاليات الرياضية العالمية. شهد عام 2017 إحدى أبرز الفعاليات الدولية بتنظيم بطولة الملك سلمان العالمية للجري السريع في مركز أبيكس للمؤتمرات بمدينة الرياض، لأول مرة في المملكة، بمشاركة 236 لاعبًا ولاعبة يمثلون سبعين دولة، وبإشراف أربعين حكمًا دوليًا.

كما برهنت المملكة على نجاحها في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى باستضافة ماراثون الرياض الدولي عام 2018، والذي كان الأكبر عالميًا من حيث الجوائز المقدمة، حيث خصصت له مليوني ريال سعودي لجوائز الفائزين. وقد نُظم السباق في ثلاث فئات مختلفة: الأولى سباق احترافي لمسافة واحد وعشرين كيلومترًا، والثانية سباق ثمانية كيلومترات، والأخيرة سباق أربعة كيلومترات مخصصة لفئة المبتدئين. وفي العام نفسه، نظمت المملكة بطولة أوفر واتش السعودية الإقليمية، وهي بطولة ينظمها الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية. وهي بطولة إقليمية والأولى من نوعها من حيث الحجم في المملكة، بمشاركة ستة وأربعين لاعبًا من تسع دول عبر الإنترنت.

تنوع الفعاليات الرياضية في المملكة العربية السعودية

تستمر الفعاليات الرياضية في مختلف الرياضات، ففي عام ٢٠١٨، استضافت المملكة نهائي بطولة السوبر العالمية للملاكمة (WBSS) لوزن فوق المتوسط على كأس محمد علي. أُقيمت الفعالية في الصالة الرياضية بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، حيث تُوّج الملاكم البريطاني كالوم سميث بطلاً للعالم في السوبر بعد فوزه في المباراة النهائية على مواطنه جورج غروفز. تلا ذلك، في أكتوبر ٢٠١٨، نهائي كأس السوبر السعودي المصري على ملعب جامعة الملك سعود بالرياض، والذي شهد مباراة بين نادي الهلال ونادي الزمالك المصري. تلا ذلك بطولة السوبر كلاسيكو الرباعية لكرة القدم في مدينتي الرياض وجدة، بمشاركة منتخبات البرازيل والأرجنتين والمملكة والعراق. وتُوّج المنتخب البرازيلي باللقب في المباراة النهائية التي أُقيمت على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. في إطار التنوع الرياضي وتطبيقًا لأهداف برامج رؤية السعودية 2030، استضافت الرياض بطولة المملكة الثانية للبلوت في أكتوبر 2018. وشهدت الفعالية مشاركة 20,480 لاعبًا، تنافسوا على 256 طاولة في الصالة الخضراء. وأدار 292 حكمًا مجريات البطولة. وعادت المملكة إلى صدارة الأحداث الرياضية العالمية من خلال كرة القدم بتنظيم نهائي كأس السوبر الإيطالي 2019، الذي جمع بين يوفنتوس الإيطالي وإيه سي ميلان على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة. وحضر الحدث أكثر من ستين ألف متفرج، إلى جانب العديد من وسائل الإعلام الدولية.

أما مباراة نهائي كأس السوبر الإيطالي 2022، فقد أقيمت بين فريقي إيه سي ميلان وإنتر ميلان في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في 18 يناير 2023، بحضور جماهيري كبير تجاوز خمسين ألف مشجع. فاز إنتر ميلان باللقب، ضمن الفعاليات الدولية المتضمنة في النسخة الثانية من موسم الدرعية 2022. ووسّعت المملكة نطاق تنظيمها للفعاليات الرياضية التي تضم رياضيين عالميين في مختلف الرياضات. ففي موسم الشرقية لشهر مارس 2019، نُظمت ثماني فعاليات بمشاركة نخبة من الرياضيين المختارين من جميع أنحاء العالم. وتمت دعوة واختيار 12 رياضيًا للتنافس في ست رياضات: التزلج على الجليد، وسباق الدراجات الحرة (BMX)، وركوب الدراجات، والتزلج على الألواح، والباركور، والتزلج على الماء، بالإضافة إلى عرض ريد بُل الجوي. وفي تطور جديد لتجربة المملكة في تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى، نُظم رالي داكار السعودية 2020 لأول مرة على مستوى القارة الآسيوية. أُقيم الرالي في المملكة في يناير 2020، وامتد مساره إلى تسعة آلاف كيلومتر. وشاركت فيه حوالي 330 مركبة تمثل ستين جنسية، ضمن أربع فئات مختلفة: الدراجات النارية، والدراجات الرباعية، والشاحنات، والسيارات. استضافت المملكة العربية السعودية رالي داكار السعودية 2021 للعام الثاني على التوالي، في الفترة من 3 إلى 15 يناير 2021، بالتنسيق مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية. ولأول مرة، طُلب من المتسابقين ارتداء سترات الوسائد الهوائية، وفُرضت قيود إضافية على تعديل محركات فئة الدراجات النارية. كما فُرضت غرامات زمنية على المخالفين. اجتاز المتسابقون عشر مدن سعودية خلال اثنتي عشرة مرحلة مختلفة، قطعوا خلالها مسافة تصل إلى 7600 كيلومتر.