معتكفات المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية: الثقافة والروحانية لتنشيط الروح

في أحضان المدينة المنورة المقدسة، أحد أقدس المواقع الإسلامية، توفر تجربة صحية جديدة موجهة نحو الثقافة رحلة تجمع بين الروحانية والثقافة والتراث، وهي Madinah Retreats.

تستمد Madinah Retreats إلهامها من خبرة مؤسسها معتصم البيطار في قطاع السياحة الصحية والروحانية في المملكة العربية السعودية وخارجها. نقدم في هذه المقالة نبذة عن هذا المشروع.

المؤسس:

بفضل خبرته كمدير لتغيير الثقافة المؤسسية ومشاركة الأفراد، نظم البيطار أكثر من 50 منتجعًا في المملكة العربية السعودية ومصر والولايات المتحدة، وخدم أكثر من 400 مشارك.

تشمل خبرته الأكاديمية مجالات متنوعة، بما في ذلك السلوك التنظيمي والروحانية الإسلامية والدراسات بين الثقافات.

وإدراكًا منه للثغرات الرئيسية في نماذج المنتجعات التقليدية واستفادة من رؤية المملكة العربية السعودية للسياحة، تصور تحولًا نموذجيًا يمزج بين ممارسات العافية الحديثة والرحلات الثقافية والتجارب الروحية في رحلة واحدة.

بعد خمس سنوات من الإعداد، تم إطلاق المبادرة رسميًا في عام 2024، وعقدت معتكفها الثاني تحت شعار ”الوصول“ في وقت سابق من هذا العام في المدينة المنورة.

المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة

قال البيطار: ”تبدأ كل رحلة ننظمها بنوايا وأهداف واضحة، تكملها قصة وموضوع يتوافقان مع وجهة معينة“.

تتميز الرحلات بوجود مجموعة من الميسرين الذين يعملون معًا لتحقيق هدف موحد، ما يضمن تجربة متوازنة وغامرة.

ويضيف: ”أحد أهدافنا الرئيسية هو الترويج لوجهات مختلفة في المملكة العربية السعودية تعتبر مثالية تمامًا لتجارب تركز على العافية، بالإضافة إلى طابعها الثقافي الغني الذي لا مثيل له“.

”نسعى إلى الشراكة مع المبادرات والكيانات الحكومية ذات الصلة التي تحقق رؤية المملكة 2030 للسياحة الصحية والتجارب الاستثنائية“.

فحوى المعتكفات:

أوضح البيطار أن كل منتجع مصمم بدقة حول ثلاثة ركائز أساسية: الروحانية (ممارسات التأمل والتفكير الداخلي)، والثقافة (زيارة المواقع التراثية، ورواية القصص التقليدية، والتجارب المحلية)، والعافية (الممارسات القائمة على الحركة، وتمارين اليقظة، والأطعمة العلاجية).

من خلال دمج هذه العناصر في البرامج اليومية، يقدم منتجعات المدينة المنورة رحلة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المشاركين، وهي ”فلسفة للتجذر والواقعية والثراء“.

تستهدف المنتجعات الأفراد والمجموعات التي تسعى إلى تحول حقيقي في رفاهيتهم واتصالهم الروحي وإثراء ثقافتهم. فهي توفر مساحة آمنة ومقبولة حيث يُحترم المشاركون في مساراتهم الفريدة نحو الشفاء.

تُعرف المدينة المنورة، عاصمة الإسلام الروحية، باسم المدينة المضيئة. فهي توفر جوًا من السلام والتجديد، كما أن تضاريسها ومناخها المتنوعين يجعلانها مثالية للشفاء القائم على الطبيعة.

قال البيطار: ”تُعرف المدينة المنورة على نطاق واسع بأنها وجهة يشعر فيها القلب بالسلام، والجسد بالانتعاش، والعقل بالصفاء، والروح بالثراء. إن التطور السريع للمدينة واعترافها كوجهة سياحية عالمية رائدة يعززان جاذبيتها“.

عادة ما تقام تجربة Madinah Retreats في منتجع زراعي تقليدي محاط بالطبيعة. يزور المشاركون المواقع الثقافية والتاريخية، ويستكشفون المشهد الاجتماعي النابض بالحياة في المدينة، ويختبرون المأكولات المحلية والفن المعاصر وتقاليد المجتمع.

وأضاف البيطار: ”خلال فترة الاستجمام، نقدم التأمل، وتمارين التنفس، والتأمل الذاتي، واليوغا، والتاي تشي، وغيرها من العلاجات الجسدية، والتعبير الإبداعي كأداة للشفاء، بالإضافة إلى وجبات مغذية من مصادر محلية“.

ممارسة التأمل وتمارين التنفس ركن أساسي من العلاج

تعزز الممارسات الجسدية التي يوجهها ميسرون خبراء الوعي بالجسد والرفاهية العامة.

قال البيطار: ”أثبت التواصل مع الطبيعة والحيوانات فوائد علاجية. تدمج Madinah Retreats العلاج القائم على الطبيعة والعلاج بالخيول لمساعدة المشاركين على إعادة الاتصال بطبيعتهم الأصلية، مما يوفر شكلاً لا غنى عنه من أشكال الشفاء“. وأضاف إن Madinah Retreats ستستكشف أيضًا جواهر المملكة الخفية من خلال استضافة معتكفات في أبها وأسير والأحساء ومواقع أخرى غنية بالطبيعة العلاجية والتراث الثقافي.

حقائق سريعة:

• تنبع مبادرات Madinah Retreats من خبرة مؤسسها معتصم البيطار في صناعة السياحة الصحية والروحية في المملكة العربية السعودية وخارجها.

• تجمع المبادرات بين ممارسات الصحة الحديثة والرحلات الثقافية والتجارب الروحية في رحلة واحدة.

• يعد سرد القصص الثقافية أيضًا مكونًا أساسيًا، حيث يتيح للمشاركين استكشاف الحكمة الخفية لكل معلم وفهم التقاليد المحلية والممارسات التاريخية.

• لا يتطلب الأمر أي خبرة سابقة في ممارسات التأمل أو العافية، ما يجعل هذه المنتجعات متاحة للجميع.

• تتراوح أسعار المعتكفات بين 5000 ريال سعودي (حوالي 1300 دولارًا أمريكيًا) و10000 ريال سعودي، اعتمادًا على الموقع والبرنامج والميسرين والنقل والإقامة.

• تتبع Madinah Retreats نموذجًا تعاونيًا، حيث تتعاون مع مقدمي الخدمات المحليين والميسرين والخبراء لتوفير تجربة تظل وفية للجوهر الثقافي لكل وجهة.

• توفر Madinah Retreats أيضًا نموذجًا مخصصًا للخلوات يلبي احتياجات الشركات والفرق، بالإضافة إلى زيارات إضافية مثل الرحلات الاستكشافية في المناطق المجاورة كالعلا.

خيمة للاعتكاف في منطقة العلا

يقول البيطار: ”محتوانا يلبي احتياجات أشخاص من خلفيات مختلفة، يتحدثون الإنجليزية والعربية. تتميز أجندتنا بأنها واسعة وتوفر وقتًا كافيًا للممارسات الذاتية. طريقتنا في تقديم الخدمة غير تدخلية على الإطلاق“.

يغادر المشاركون Madinah Retreats وهم يشعرون ”بالتحول والإثراء والتواصل مع ذواتهم الأكثر أصالة“.

ويضيف إن التجربة تجسد الحكمة العميقة: ”تفترض أنك كيان صغير، ولكن في داخلك يكمن الكون بأسره“.

مشاريع أخرى:

تكريماً لجذوره المصرية، يعمل البيطار على توسيع نطاق المنتجعات إلى سيوة في مصر.

تتميز واحة سيوة، التي تقع وسط مناظر صحراوية خلابة، بكثبانها الرملية الشاسعة، ونتوءاتها الجيرية المذهلة، وخصائصها الجيومورفولوجية المميزة التي تعزز جاذبيتها كوجهة سياحية.

قال البيطار: ”استلهمت فكرة التوسع إلى سيوة في مصر من تقليد المصالحة الذي تعود جذوره إلى 160 عامًا في الواحة، وهو عيد الصلح، وهو احتفال بالوئام“.

”تعكس عناصر الشفاء الطبيعية في سيوة، مثل البحيرات المالحة والينابيع الساخنة والمناظر الطبيعية الخصبة، العديد من خصائص المدينة العلاجية“.