يتميز الحج هذا العام بتكنولوجيا متطورة، من إنترنت عالي السرعة مجانًا في جميع الأماكن المقدسة، وذكاء اصطناعي سيتولى إدارة الحشود، وضمان السلامة، وتوفير الدعم الطبي...

تستعد المملكة العربية السعودية للحج 2025. سيتميز الحج بتكنولوجيا متطورة، من إنترنت عالي السرعة مجانًا في جميع الأماكن المقدسة، وذكاء اصطناعي سيتولى إدارة الحشود، وضمان السلامة، وتوفير الدعم الطبي. سيتم تزويد المسجد الحرام بنظام تبريد ضخم، كما سيقوم تطبيق ذكي بتوجيه الحجاج. نستكشف في هذه المقالة بعض التحولات الرقمية التي سيشهدها الحج هذا العام.

هل يمكن مراقبة هذه الحشود؟

كيف تقوم المملكة العربية السعودية بتحويل تجربة الحج 2025 رقمياً:

كل عام، يسافر ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فريضة الحج، أحد أركان الإسلام الخمسة، وأهم عمل روحي في حياة المسلم. والحج هذا العام ليس مجرد رحلة دينية للتقوى والتأمل، بل هو أيضًا إنجاز رائع في مجال التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي. مع أكثر من 10500 نقطة اتصال واي فاي، وتغطية كاملة لشبكات الجيلين الرابع والخامس، 4G و5G ، وأنظمة أمان مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وحتى أكبر بنية تحتية لتبريد المساجد في العالم، قد يكون حج 2025 أكثر الحجج تقدمًا من الناحية التكنولوجية في التاريخ الإسلامي.

حج 2025 يتحول إلى الرقمية - إنترنت مجاني في جميع الأماكن المقدسة:

أحد أكثر الابتكارات التي تم الحديث عنها هذا العام هو توفير إنترنت مجاني عالي السرعة لجميع حجاج الحج. قامت المملكة العربية السعودية بتركيب أكثر من 10,500 نقطة وصول WiFi في جميع مناطق الحج، بما في ذلك مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنى وجبل عرفة ومزدلفة. تنفي هذه الشبكة الواسعة أي حاجة للحجاج للبحث عن اتصال بالإنترنت أثناء أداء طقوسهم أو تنقلاتهم اللوجستية، وتهدف المبادرة إلى تحسين الرحلة الروحية واللوجستية للحجاج. وهي لا تتيح للحجاج البقاء على اتصال مع عائلاتهم في الوطن والوصول إلى الموارد الدينية فحسب، بل توفر أيضًا تحديثات في الوقت الفعلي وخرائط واتصالات رسمية مباشرة من سلطات الحج.

حج 2025 الآن متاح بالكامل بتقنية 5G في جميع الأماكن المقدسة:

بالتزامن مع طرح شبكة WiFi، حققت لجنة الاتصالات والفضاء والتكنولوجيا تغطية شبكات 4G و5G  بنسبة 100٪ في جميع مواقع الحج الرئيسية. ويشمل ذلك المناطق عالية الكثافة مثل المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، ومنى، وجبل عرفة، ومزدلفة.

تضمن هذه الخطوة نطاقًا تردديًا عاليًا وزمن انتقال منخفضًا لملايين المستخدمين المتزامنين، ما يسمح بنقل البيانات الضخمة ومكالمات الفيديو في الوقت الفعلي وحتى البث الديني المباشر للعائلات والمتابعين في جميع أنحاء العالم. أفادت السلطات السعودية أنه تم نشر أكثر من 4000 مهندس اتصالات وموظف تقني لصيانة الخدمة وتحسينها خلال أيام الذروة في موسم الحج.

إدارة الحشود والمراقبة باستخدام الذكاء الاصطناعي:

تُعد إدارة الحشود أثناء الحج أمرًا بالغ الأهمية، نظرًا لتجمع ملايين الحجاج في مساحات ضيقة، خاصة خلال ذروة الطقوس مثل الوقوف بعرفة، أو رمي الجمرات. هذا العام، أدخلت المملكة العربية السعودية نظامًا للتحكم في الحشود ومراقبة السلامة مدعومًا بالذكاء الاصطناعي يدمج كاميرات مراقبة ذكية، وتحليلات الحركة القائمة على الذكاء الاصطناعي، وشبكات اتصالات متخصصة وآمنة.

الوقوف بعرفة من الشعائر التي تشغل السلطات لجهة الرعاية الطبية

يقوم الذكاء الاصطناعي بمراقبة تدفق الحشود في الزمن الحقيقي، وتحديد الاختناقات أو المناطق عالية الكثافة، وتنبيه السلطات على الفور لنشر أفراد مراقبة الحشود أو إعادة توجيه المجموعات لتجنب حدوث تدافع أو حوادث، لأن سلامة الحجاج هي أولوية قصوى.

أكبر نظام تبريد للمساجد في العالم:

هناك ابتكار آخر رائد وهو أكبر نظام تبريد في العالم تم تركيبه في المسجد الحرام في مكة المكرمة. بما أن موسم الحج لعام 2025 يتزامن مع ذروة الصيف في المملكة العربية السعودية، فمن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 45 درجة سلزيوس. ولمواجهة ذلك، عززت المملكة بنيتها التحتية المركزية لتكييف الهواء، باستخدام أنابيب تحت الأرض لضخ الهواء البارد عبر قاعات الصلاة والممرات. يتكون نظام التبريد من محطات تبريد ضخمة تقع بعيدًا عن المسجد، وأنابيب تنقل المياه المبردة إلى أجهزة معالجة الهواء داخل المسجد، إضافةً إلى أنظمة ترشيح متطورة لضمان هواء نظيف وخالٍ من الغبار.

هذه الخطوة مهمة للصحة العامة والراحة، خاصة بالنسبة للحجاج المسنين والضعفاء جسديًا. وقد أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية أن هذا التحديث ساعد بالفعل في منع العديد من حالات ضربات الشمس والجفاف خلال المراحل الأولى من حج 2025.

الدعم الطبي والاستجابة للطوارئ بمساعدة الذكاء الاصطناعي:

كجزء من مبادرة الحج الذكي، قامت المملكة العربية السعودية أيضًا برقمنة عمليات الاستجابة للطوارئ. أصبحت المستشفيات والخيام الطبية بالقرب من مواقع الحج الآن مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي ومتزامنة مع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما يتيح فرزًا أسرع للحالات الطبية وتوجيهها إلى الطوارئ والتنسيق في الزمن الحقيقي بين سيارات الإسعاف والفرق الطبية. ظهر مثال على نجاح النظام مؤخرًا عندما نجا حاج مصري من نوبة قلبية وتلقى علاجًا فوريًا بفضل التنبيه الفوري للنظام وتتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). وهو الآن في طور التعافي ومن المتوقع أن يستأنف حجه بعد الحصول على تصريح طبي.

تطبيق Smart Hajj - دليل رقمي في جيبك:

لربط كل شيء معًا، أطلقت المملكة العربية السعودية تطبيق الحج الذكي، وهو منصة شاملة تقدم:

• أدوات تنقل متعددة اللغات

• تحديثات حية عن الطقوس وحالة الحشود

• اتصال بالمساعدة في حالات الطوارئ

• تذكيرات بالصحة والصلاة

• خرائط وجداول مواعيد النقل

خريطة الحج وشعائره: الطواف والسعي والوقوف بعرفة...

هذا التطبيق مزود بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ومرتبط بالبنية التحتية الذكية الأوسع نطاقًا، ما يتيح للحجاج التنقل بسهولة، حتى في الحشود الكثيفة أو المناطق غير المألوفة.

الخاتمة:

أدخلت المملكة العربية السعودية هذا العام مجموعة من التحسينات المتطورة ضمن مبادرة تهدف إلى تحسين تجربة ملايين المسلمين، وضمان أن يتمكن الحجاج من أداء طقوسهم بسهولة وأمان واتصال سلس. وتستفيد المملكة من التكنولوجيا المتقدمة لتحديث تجربة الحج على نطاق غير مسبوق. يعكس هذا الجهد أهداف رؤية المملكة 2030 الأوسع نطاقًا، والتي تشمل تحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز عالمي للابتكار مع الحفاظ على تراثها الديني والثقافي الراسخ. ومن المؤكد أنها ستتطور أكثر في المواسم القادمة.