button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

تكريم ليلى علوي في مهرجان روتردام مع تألق السينما العربية عالمياً

أُغلق مهرجان روتردام للأفلام العربية في نسخته الخامسة والعشرين يوم الأحد 1 يونيو 2025، باحتفال نابض بالحياة للسينما العربية، توج بتكريم خاص للممثلة المصرية المرموقة ليلى علوي. لم يكتف المهرجان بتكريم علوي تكريمًا متميزًا مخصصًا لها، بل عرض أيضًا فيلمها الكلاسيكي ”سمع هس“، وهو بالشراكة مع الفنّان المصري الراحل ممدوح عبدالعليم، وتحت إدارة المخرج شريف عرفة، ويعود تاريخ إنتاجه إلى مطلع تسعينيات القرن الماضي. نقدم في هذه المقالة لمحة عن مهرجان روتردام للأفلام العربية، ودوره الثقافي، وأبرز أحداث نسخته الخامسة والعشرين، وعن النجمة ليلى علوي وأعمالها.

الصورة بواسطة Dylanleagh على pixabay

مشهد رائع لروتردام

المهرجان ودوره الثقافي:

تأسس مهرجان روتردام للأفلام العربية في عام 2001، ونما ليصبح حدثًا ثقافيًا أساسيًا في روتردام، يعرض أفلامًا من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويقام في عدة أماكن في مدينة روتردام الهولندية.

يصادف هذا العام اليوبيل الفضي لتأسيس المهرجان، وقد احتفل خلال خمسة أيام (من 28 مايو / أيار ولغاية 1 يونيو / حزيران) بعروض سينمائية وعروض حية ومعارض فنية ودروس المتقدمة وحلقات نقاش. وموضوع الرئيسي هو ربط الثقافات العربية والغربية من خلال قصص عربية أصيلة.

أقيم، ليلة الافتتاح، حفل موسيقي متعدد وسائط دمج بين الموسيقى الأوركسترالية الحية والأفلام ورواية القصص، وتضمنت الأمسية كذلك مرطبات مصرية وعروضًا أوبرالية.

تضمنت قائمة العروض 69 فيلماً شملت أفلاماً روائية طويلة وأفلاماً وثائقية وأفلاماً قصيرة تضم مخرجين عرب معروفين وناشئين، كما تضمن البرنامج دروسًا متقدمة وحلقات نقاش مع فنانين عرب بارزين، لتعزيز الحوار النقدي حول السينما والثقافة.

يتجذر مهرجان الأفلام العربية في روتردام بعمق في الهوية متعددة الثقافات لروتردام، ويهدف إلى تعزيز الشمولية وحرية التعبير والتبادل الثقافي، كما يسعى إلى إبراز التنوع الثقافي والفني في العالم العربي وتعزيز جسور الحوار بين السينما العربية والجمهور الأوروبي، وذلك عبر منصة تُعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب، المُقيمين في العالم العربي أو في المهجر.

الصورة بواسطة Mitsjol على wikimedia

متحف فينيكس، أحد الصالات التي عرضت فيها الأفلام المشاركة

جوائز المهرجان:

شكلت شخصيات بارزة من العالم العربي وأوروبا لجان تحكيم المهرجان، بما في ذلك الممثلة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والمخرجة الهولندية إليزابيث فرانيا، من بين آخرين.

ومع إقبال جماهيري قوي ومشاركة كبار صانعي الأفلام العرب، أكد المهرجان على المشهد النابض بالحياة والمتنوع للسينما العربية المعاصرة. وقد تميزت الأفلام المشاركة هذا العام بجودة استثنائية ، وشهدت مسابقة الأفلام القصيرة منافسة شرسة ووجهات نظر متنوعة.

فاز فيلم ”لا عزاء للسيدات“ للمخرج المصري محمود زين بجائزة أفضل فيلم قصير (يوجد فيلم يحمل نفس الاسم لفاتن حمامة وعزت العلايلي)، بينما تقاسمت جائزة أفضل مخرج كل من الفلسطينية مها حاج عن فيلم ”ما بعد“ والمغربيين أيوب اليوسيفي وزهوة رجي عن فيلم ”شيخة“. وحصل فيلم ”ولدت مشهوراً“ للمخرج لؤي عواد على تنويه خاص لطريقة سرده الفريدة.

في فئة الأفلام الوثائقية، حاز فيلم ”أمك“ للمخرجة المغربية سميرة المزغباتي على جائزة أفضل فيلم وثائقي تقديراً لتأثيره العاطفي العميق. وحصل المخرج اللبناني كريم قاسم على جائزة أفضل إخراج عن فيلمه ”موندوف“ الذي أشيد به لاستكشافه الفني لموضوع الهجرة والهوية.

وشهدت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة توزيع جوائز في مختلف الفئات، حيث فازت رولا دخيل الله بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم ”سلمى وقمر“، وفاز جورج خباز بجائزة أفضل ممثل عن فيلم ”يونان“. وحصلت ليلى عباس من فلسطين على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم ”شكراً لأنكم حلمتم معنا!“، بينما حصل المخرج المصري محمد حمدي على جائزة أفضل تصوير سينمائي عن فيلم ”معطر بالنعناع“. وفاز بجائزة أفضل فيلم”يونان“ للمخرج السوري أمير فخر الدين.

وكان من أبرز الأحداث تكريم أم كلثوم، المغنية المصرية الأسطورية، بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاتها في عام 1975، وتكريم النجمة المصرية ليلى علوي على مجمل أعمالها.

ليلى علوي:

بأعمال تجاوزت 80 فيلمًا سينمائيًا، و45 مسلسلاً تلفزيونيًا، و10 مسرحيات منذ مشاركتها الأولى في فيلم أنا وابنتي عام 1974، حتى آخر فيلم عام 2025، تتربع ليلى علوي على عرش الفن. تشتهر بقدرتها على التنقل بسهولة بين الأنواع المختلفة، وتشمل أعمالها الدراما والكوميديا والقصص الرومانسية والأدوار ذات الطابع الاجتماعي. تجسد علوي قوة المرأة وعمقها في وسائل الإعلام العربية، وتمهد الطريق للأجيال القادمة. وهي أيضًا نشطة في الأعمال الخيرية، وتسلط الضوء على تمكين المرأة من خلال شخصيتها العامة.

الصورة بواسطة Kawayashu على wikimedia

الفنانة ليلى علوي

الطفولة والخلفيّة:

ولدت في 4 يناير / كانون الثاني 1962 في القاهرة لأب مصري وأم يونانية، وانخرطت مبكرًا في الفنون، فبدأت أدوارها الإذاعية والتلفزيونية في سن السابعة، وفي الخامسة عشرة من عمرها، ظهرت على المسرح لأول مرة من خلال مسرحية تمان (8) ستات للمخرج جلال الشرقاوي. وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال.

صعودها إلى النجومية:

صعدت إلى الشهرة في فيلم خرج ولم يعد عام 1984 واستمر نجاحها في الفيلم الكلاسيكي الحرافيش عام 1986، وفيلم المصير (1997)، وليلة البيبي دول (2008)، والماء والخضرة والوجه الحسن (2016). اشتهرت علوي أيضًا بعملها في التلفزيون، ومن أبرز مسلسلاتها ”لحظات حرجة“ (2007) و”نابليون والمحروسة“ (2012) و”شمس“ (2014).

الجوائز والتكريمات:

حازت علوي على جوائز متعددة خلال مسيرتها الحافلة، ومنها: جائزة الإنجاز مدى الحياة في الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي (2010)، إلى جانب نجوم مثل ريتشارد جير وجولييت بينوش ويون جونغ هي. كما حصلت على العديد من الجوائز عن أدوارها في أفلام، مثل الهجامة، في مهرجانات محلية ودولية. وحصلت على جائزة أفضل ممثلة من المركز الكاثوليكي المصري للسينما عن دورها التلفزيوني في مسلسل نابليون والمحروسة.

قيادة المهرجانات والاعتراف الدولي:

عملت كعضو لجنة تحكيم ورئيسة لجان تحكيم في مهرجانات الأقصر والإسكندرية ودبي وأبو ظبي البيئية ومالمو وساو باولو وسوتشي وفالنسيا السينمائية. كما كُرمت واستضيفت في فعاليات مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (2021) وحصلت على تقدير من جامعة عين شمس في عام 2019.

الخاتمة:

مع نسخته الخامسة والعشرين، يواصل مهرجان روتردام للسينما العربية دوره كمنصة حيوية للاحتفاء بالسينما العربية الغنية بالروايات الثقافية والقصص المبتكرة على الساحة العالمية والترويج لها. كما حمل هذا المهرجان طابعًا مميزًا واستثنائياً كونه يحتفي بكوكب الشرق، وليلى علوي، ومجموعة من رواد الفن السابع في الوطن العربي، عبر تسليط الضوء على دور المرأة وإنجازاتها.

toTop