أخبار كرة القدم العالمية
·07-30 14:33

حصلت نيجيريا على لقبها العاشر في كأس أمم إفريقيا للسيدات (وايفكون) بطريقة درامية، بعدما تغلبت على المغرب المضيف بعد أن قلّصت عجزًا بهدفين في النهائي الذي أقيم في الرباط. كانت "السوبر فالكونز" متأخرة بنتيجة 2-0 في الشوط الأول، لكنها عادت بقوة في الشوط الثاني لتحسم اللقب وتحصل على جائزة مالية قدرها مليون دولار، كجزء من الصندوق المُعزز الذي أعلنه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لبطولة 2024 المؤجلة.
بينما كان النهائي المثير تتويجًا لبطولة لا تُنسى، إلا أن هناك عدة مخاوف ظهرت خلال المنافسة. من انخفاض الحضور الجماهيري في المباريات التي لم تشهد مشاركة المغرب، إلى رعاية اللاعبات والنزاعات المستمرة حول المساواة في الأجور، أظهرت البطولة تقدمًا وتحديات مستمرة تواجه كرة القدم النسائية في إفريقيا.
رغم أن مباريات المغرب شهدت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا في الملعب الأولمبي بالرباط، إلا أن ملعب "الأمير مولاي عبد الله" الأكبر – والذي استضاف أكثر من 50,000 متفرج في نهائي وايفكون السابق – لم يكن متاحًا بسبب التجديدات استعدادًا لكأس أمم إفريقيا 2025. هذا أجبر المنظمين على استخدام ملاعب أصغر، مما ساهم في انخفاض الحضور في المباريات التي لم يشارك فيها الفريق المضيف.
كما تعرضت البطولة لانتقادات من مدربة جنوب إفريقيا ديزيري إليس، التي أعربت عن قلقها بشأن توقيت المنافسة. إذ تزامنت مع بطولة أمم أوروبا 2025، مما جعل وايفكون 2024 تكافح لجذب الاهتمام الدولي. زاد من ذلك نقص الترويج للمدن المضيفة، حيث كان هناك غياب للافتات أو التوعية العامة بالمباريات الجارية.
أقر الأمين العام للكاف فيرون موسينجو-أومبا بهذه التحديات، لكنه أكد الحاجة إلى الوقت للوصول إلى المستويات المعروفة في أوروبا، مشيرًا إلى التطور الذي استغرق عقودًا في مناطق أخرى.
رغم بعض النتائج غير المتكافئة في التصفيات المؤهلة للنسخة القادمة من وايفكون، أظهرت نسخة 2024 تقاربًا أكبر بين الفرق. فقد وصلت الجزائر إلى الأدوار الإقصائية لأول مرة دون أن تهتز شباكها، بينما أوقفت السنغال جنوب إفريقيا بركلات الترجيح في مباراة شرسة بالربع النهائي.
شهد دور المجموعات خروج الفرق الأضعف تصنيفًا، لكن جودة الأداء بشكل عام أظهرت تقليص الفجوة بين المشاركات. ومع ذلك، قرر الاتحاد الإفريقي الإبقاء على عدد الفرق عند 12 في الدورة القادمة، مع التركيز على رفع المستوى من خلال الاستثمار في الدوريات المحلية قبل النظر في التوسع.
كما يجري العمل على تعزيز دوري أبطال إفريقيا للسيدات، الذي يضم حاليًا ثمانية فرق تتنافس على مدى أسبوعين. يظل رفع مستوى وانتشار هذه المنافسة أحد أولويات الكاف.
برزت مجددًا المخاوف المالية خلال البطولة. حيث اشتكت قائدة نيجيريا رشيدات أجيبادي من أماكن الإقامة، مما دفع المنظمين إلى نقل الفريق قبل بداية المنافسة. في حين تعاملت فرق مثل جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية مع مشكلات غير محلولة تتعلق بالحوافز والبدلات.
رغم أن الكاف ضاعف جائزة الفائز وزاد إجمالي صندوق الجوائز بنسبة 45%، إلا أن التفاوت الكبير لا يزال قائمًا. فالمبالغ المالية تظل أقل بكثير مقارنة ببطولة الرجال، حيث حصلت ساحل العاج على 7 ملايين دولار بعد فوزها بكأس أمم إفريقيا 2023، أي ما يقارب سبعة أضعاف ما حصلت عليه نيجيريا في وايفكون.
انتقدت لاعبة نيجيريا السابقة ديزيري أوبارانوازي هذه الفجوة، مشيرة إلى أن فرق السيدات غالبًا ما تحقق أداءً أفضل من نظرائها الرجال لكنها تحصل على دعم أقل بكثير.
يوجد بعض الأمل في تحسن الدعم التجاري. حيث أعرب أحد مسؤولي الشركات التي دخلت في شراكة مع الكاف مؤخرًا لكأس الأمم الإفريقية عن اهتمامه بتوسيع الرعاية لتشمل منافسات السيدات. كما أكدت اللاعبة المغربية سكينة أوزراوي والغانية شانتيل بوي-هلوركا على أهمية تفاعل الجماهير ومعدلات المشاهدة في دفع النمو والمساواة المالية.
لا يزال المغرب رائدًا في تطوير كرة القدم النسائية على مستوى الأندية، بدعم مالي من الملك محمد السادس، حيث تحصل كل نادٍ في الدرجة الممتازة على إعانة شهرية لمساعدة اللاعبات في الحصول على أجور منتظمة. لكن مثل هذه المبادرات لا تزال نادرة في بقية القارة. مع تحديد موعد وايفكون القادم في مارس 2026، ستتاح للبلد المضيف فرصة جديدة لرفع المعايير مرة أخرى.















