أخبار كرة القدم العالمية
·06-27 17:37

أصبحت كأس العالم للأندية حدثاً مثيراً في البرازيل، حيث يتابع الملايين أداء أربعة أندية محلية قوية—فلامنجو، فلومينينسي، بالميراس، وبوتافوجو. في البطولة الموسعة حديثاً، التي تستضيفها الولايات المتحدة بمباريات تُلعب في حرارة شديدة وأوقات غير مناسبة لأوروبا، برزت الأندية البرازيلية بينما تعثرت أسماء كبرى من أوروبا وأمريكا الجنوبية.
شملت أداءاتهم المميزة فوز بوتافوجو على بطل أوروبا باريس سان جيرمان، وانتصار فلامنجو العكسي على تشيلسي، وتألق فلومينينسي وبالميراس أمام بوروسيا دورتموند وبورتو على التوالي. تأهل جميع الأندية البرازيلية الأربعة إلى دور الـ16، مما أثار اهتماماً محلياً ودولياً. وبمواجهة بالميراس وبوتافوجو بعضهما في الجولة المقبلة، فإن تأهل أحدهم على الأقل إلى ربع النهائي مضمون.
على عكس الأندية الأوروبية التي دخلت البطولة منهكة أو لا تزال في إيقاع ما قبل الموسم، وصلت الفرق البرازيلية في ذروة لياقتها، حيث تقام منافسات الدوري المحلي. وخاصة فلامنجو وبالميراس، اللذان خططا موسمهما بالكامل حول الذروة في هذه البطولة. تناقضت حدة أدائهم مع فرق مثل باريس سان جيرمان، الذي لعب مباراته الأولى بعد أسبوعين فقط من نهائي دوري الأبطال، وتشيلسي، الذي واجه صعوبة في التدريب تحت الحرارة الشديدة.
أثرت الظروف الحارة والرطبة في الولايات المتحدة على العديد من الفرق الأوروبية، حيث اعترف مدربون مثل إنزو ماريسكا وبيب غوارديولا بالتحدي علناً. لكن بالنسبة للاعبين البرازيلين، هذه الظروف مألوفة. لاحظ فيتينيو، لاعب بوتافوجو السابق في إنجلترا، أن فريقه تكيف جيداً مع الحر، مما منحهم ميزة.
هناك أيضاً ميزة زيادة الاستثمار والتخطيط الاستراتيجي. تمتلك الأندية البرازيلية قوة مالية أكبر من السنوات السابقة، مما يمكنها من الاحتفاظ بالمواهب المحلية وجذب اللاعبين الأجانب المهرة. يشمل ذلك لاعبيين مخضرمين عائدين من أوروبا ونجوماً من دول أمريكا الجنوبية المجاورة. كما ساهمت خبرة المدربين البرتغاليين والأرجنتينيين في تقديم رؤى تكتيكية جديدة.
لا تتكون الفرق البرازيلية من المواهب المحلية فقط. العديد من نجومها يأتون من مختلف أنحاء أمريكا الجنوبية، بما في ذلك كولومبيون وباراغوايون وفنزويليون. تعكس هذه الاتجاه نهج أوروبا في دمج المواهب من خارج الحدود. وهذا يُظهر عمق وتنوع الكرة البرازيلية، التي وسعت شبكة اكتشافها وتجنيدها عبر القارة.
رغم الأداء القوي لأنديتها، لا يُنظر إلى هذا النجاح كمؤشر واضح لأداء المنتخب البرازيلي في كأس العالم المقبلة، التي تأهل لها بالفعل. كما أشار خبير الكرة تيم فيكري، فإن العديد من نجوم هذه الأندية غير مؤهلين لتمثيل البرازيل.
كل من الأندية الأربعة يحمل قصته الفريدة. وصل فلامنجو كأفضل فريق برازيلي وبطل كوبا ليبرتادوريس 2022. بينما فلومينينسي، الحاصل على أول لقب ليبرتادوريس في 2023، نجى بصعوبة من الهبوط الموسم الماضي ويقوده المخضرم ثياغو سيلفا. بالميراس، العملاق التاريخي من ساو باولو، يضم النجم الصاعد إستيفاو وسجل حافل من النجاح المحلي والقاري. في المقابل، يشهد بوتافوجو تحولاً ملحوظاً تحت ملكية الأمريكي جون تيكستور، في واحدة من أبرز عمليات إحياء كرة القدم في أمريكا الجنوبية.
بالنسبة للجماهير في البرازيل، أصبحت هذه البطولة احتفالاً بثقافتهم الكروية وطموحهم. سواء أدت إلى لقب كأس العالم للأندية أم لا، فإن وجود أربعة فرق في الأدوار الإقصائية هو بالفعل دليل على القوة المتزايدة للبرازيل على الساحة الأندية العالمية.














