أخبار كرة القدم العالمية
·04-12 07:52

ولد علي الشبيب في الدمام بالسعودية، لكن صوته يحمل لكنة نيوكاسل المميزة. غادر وطنه في سن الثامنة عندما انتقلت عائلته إلى شمال شرق إنجلترا بسبب دراسة والده للدكتوراه. واجه تحديات التكيف مع حياة جديدة دون معرفة اللغة الإنجليزية، ولم يكن مهتمًا بكرة القدم في ذلك الوقت، بل كان يلعب التنس.
لكن العيش في نيوكاسل غيّر ذلك. شغف المدينة العميق بالكرة أثر فيه، مما دفعه إلى التحول من التنس إلى كرة القدم، حيث طور مهاراته تدريجياً حتى أصبح يحلم بمستقبل احترافي.
أكمل تعليمه في المنطقة والتحق بجامعة نورثمبريا. خلال دراسته، تم اختياره لمنتخب الجامعات الإنجليزية، وهو دليل على موهبته الصاعدة. خلال تلك الفترة، لعب ضد نجوم مستقبليين مثل ميسون غرينوود وأنجل غوميز في منافسات الشباب.
في عام 2021، بينما كان لا يزال طالبًا، صنع الشبيب headlines بتسجيله هدفًا في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي (FA Vase) على ملعب ويمبلي. لعب حينها مع نادي كونسيت AFC وسجل الهدف الأول في المباراة، ليصبح أول لاعب سعودي يسجل في هذا الملعب التاريخي. رغم خسارة فريقه بنتيجة 3-2، إلا أن اللحظة ظلت لا تُنسى.
كان قد حلم بتسجيل الهدف في تلك المباراة ليلة قبل المباراة، بينما كان يجلس في فندق الفريق يتأمل إمكانية تحقيق ذلك. رغم أن الملعب كان فارغًا بسبب قيود كوفيد-19، إلا أن التجربة كانت "سريالية" بالنسبة له. تمنى لو أن عائلته كانت حاضرة لتشهد هذا الإنجاز.
في السعودية، لم يمر هدفه مرور الكرام. أبدى أندية محلية اهتمامًا به، وكان نادي القادسية، الذي كان يلعب في دوري الدرجة الأولى آنذاك، الأكثر جدية في التعاقد معه. لكن اكتشاف إصابة في العضلة المقربة أثناء الفحص الطبي أحبط الصفقة. منذ ذلك الحين، صعد القادسيا إلى قمة الدوري السعودي للمحترفين ووصل إلى نصف نهائي كأس الملك.
خضع الشبيب لعملية جراحية، ثم انتقل إلى السعودية في 2022، حيث انضم إلى نادي الساحل، ثم قضى فترة مع نادي القيصومة. حتى أنه واجه نادي القادسية، الذي كان قد أراد التعاقد معه سابقًا، خلال مسيرتهم نحو لقب الدوري.
رغم عودته إلى السعودية، شعر الشبيب بأنه غريب. بالرغم من أصوله وإتقانه للغة العربية، إلا أنه كان يُنظر إليه كأجنبي داخل فريقه نفسه. ومن المفارقات أنه تواصل بسهولة أكبر مع اللاعبين الأجانب في النادي، وأصبح جسرًا بين المجموعات المختلفة في غرفة الملابس.
فترته مع الساحل والقيصومة لم تحقق النمو الذي كان يأمله. التغييرات المتكررة في الجهاز الفني عرقلت تطوره، ووجد صعوبة في العثور على مرشد. فضوله حول تطوير أدائه قوبل أحيانًا بردود فعل سلبية، مما جعل من الصعب عليه الاستقرار.
في النهاية، عاد إلى إنجلترا، حيث انضم إلى نادي دارلينجتون في الدوري الوطني الشمالي. تحت إشراف ستيف واتسون، المدافع السابق في الدوري الإنجليزي، استعاد الشبيب متعته باللعبة. أسلوب واتسون الصريح ورغبته في أن يلعب فريقه كرة قدم جذابة تناسب نقاط قوة اللاعب السعودي.
الآن، وبوجود اهتمام من عدة أندية في دوري الدرجة الأولى السعودي، يستعد الشبيب لانتقال محتمل. ورغم جاذبية الدوري السعودي للمحترفين، إلا أنه يرى فرصًا أكبر للعب بانتظام في دوري الدرجة الأولى.
عاش الشبيب في نيوكاسل معظم السنوات الـ17 الماضية، وشهد تحولًا في نظرة سكان المدينة تجاه السعودية. عندما وصل لأول مرة، كان قليلون يعرفون مكان بلده، وغالبًا ما كان يضطر لشرح أنها "قريبة من دبي". في المدرسة، كان هو وعائلته غالبًا السعوديين الوحيدين هناك.
لكن الأمور تغيرت بشكل كبير منذ عام 2021، عندما استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد. منذ ذلك الحين، لاحظ الشبيب زيادة في عدد المقيمين السعوديين بالمدينة، فضلاً عن شعور جديد بالتقبل والاحترام لخلفيته. اليوم، عندما يعرف الناس أنه سعودي، يفهمون ذلك على الفور، ويصبحون أكثر فضولًا عندما يسمعونه يتحدث بلكنة جوردية قوية!















