أخبار كرة القدم العالمية
·04-08 09:55

يقف التعاون على أعتاب صنع التاريخ عندما يستضيف نادي الشارقة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2 – في مباراة ستقام في ملعب وولفز بارك الصغير المليء بالحماس. ورغم أن الملعب المتواضع الذي يتسع لـ6000 متفر فقط، والواقع في أطراف بريدة، قد يبدو أقل شأناً من الملاعب الكبرى في السعودية، إلا أنه ظل مسرحاً للعديد من اللحظات الدرامية.
تعد هذه المباراة الأهم في تاريخ النادي خارج إطار تحقيق كأس الملك عام 2019. فهذه فقط هي المرة الرابعة التي يشارك فيها التعاون في منافسة قارية، ورغم أن دوري أبطال آسيا 2 يعد أقل مستوى من دوري أبطال آسيا النخبة الجديد، إلا أن وضعه المعدل يمنحه أهمية أكبر من كأس الاتحاد الآسيوي الذي حل محله.
تأهل التعاون إلى الأدوار الإقصائية بعد أداء متميز في دور المجموعات، حيث حقق خمس انتصارات في ست مباريات. وفي دور الـ16، واجه فريق الوكرة القطري، وانتهى ذهاب وإياب المباراة بالتعادل 2-2، مما أدى إلى اللجوء لركلات الترجيح. أمام جماهيره المتعطشة، انتصر الفريق السعودي بنتيجة 4-3.
أما مواجهة ربع النهائي أمام تراكتور الإيراني فكانت أكثر إثارة. بعد تعادل سلبي في مباراة الذهاب، شهدت مباراة الإياب في وولفز بارك منافسة شرسة. وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل 1-1، ثم سجل كل فريق مرة أخرى في الأشواط الإضافية، لتعاد ركلات الترجيح مرة أخرى، ويتأهل التعاون.
كانت لحظة فارقة من حارس الاحتياط عبدالقدوس عطية، الذي دخل بديلاً للحارس الأساسي مايلسون بسبب الإصابة. إنقاذه الحاسم ضد سجاد أشوري أرسل التعاون إلى نصف النهائي وأشعل مشاعر الجماهير. حتى المدرب المؤقت محمد العبدالي لم يتمالك مشاعره، حيث شوهد وحيداً في وسط الملعب لفترة طويلة بعد صافرة النهاية، منفعلاً باللحظة.
وعد العبدالي الجماهير بأن الرحلة لن تنتهي هنا، قائلاً: "سنستمر حتى النهاية."
مع اقتراب مباراة الذهاب ضد الشارقة الإماراتي، وصل الطلب على تذاكر وولفز بارك إلى ذروته، ومن المتوقع أن يشهد الملعب حضوراً جماهيرياً كاملاً، حيث يحلم المشجعون بمشاهدة فصل جديد في مغامرة التعاون القارية.
إذا تأهل الفريق إلى النهائي، فسيتجه شرقاً لمواجهة سيدني إف سي أو ليون سيتي سيلورز. وبسبب الهيكلة الجديدة للمسابقة، سيستضيف النهائي الفائز من المنطقة الشرقية.
في سياق التحولات الكبيرة في كرة القدم السعودية، تكتسب هذه المشاركة أهمية إضافية. فالمتأهلون الثلاثة الأوائل في الدوري السعودي يحصلون على مقاعد في النخبة الآسيوية، بينما يتأهل بطل كأس الملك إلى دوري أبطال آسيا 2. ومع احتكار الأندية الخمسة الكبرى – الأندية الأربعة المملوكة لصندوق الاستثمارات بالإضافة إلى القادسية – لهذه المراكز، يصبح الطريق أمام أندية صغيرة مثل التعاون أكثر ضيقاً.
يزداد الوضع صعوبة مع دخول أندية جديدة مثل نادي نيوم بقيادة المدرب السابق للتعاون بيريكليس شاموسكا، والمدعومة مادياً بشكل كبير. هذا التفاوت المالي يجعل وصول التعاون إلى نصف النهائي إنجازاً استثنائياً – وقد يكون فرصة نادرة.
حالياً، يحتل التعاون المركز السابع في الدوري، متأخراً بتسع نقاط عن المركز السادس، ولم يتمكن من تكرار إنجاز الموسم الماضي (المركز الرابع). لكن الفوز الأخير 2-0 على الخلود أعطى الفريق دفعة معنوية قبل مباراة الثلاثاء، رغم أن الطريق نحو التأهل القاري يبقى غير واضح.
بينما تتجه الأنظار إلى منافسات دوري أبطال آسيا النخبة، سيكون قلب الكرة السعودية ينبض بقوة في بريدة – حيث يحلم التعاون بتحويل وولفز بارك إلى مسرح لانتصار لا يُنسى.















