أخبار كرة القدم العالمية
·04-07 16:37

عندما تولى رامي الحسن منصب المدير الفني لنادي الرائد في 9 مارس، سجل لحظة تاريخية ليصبح أول مدرب فلسطيني يقود فريقًا في الدوري السعودي الممتاز. خلفًا للمدرب البرازيلي أودير هيلمان (مدرب سانتوس السابق)، وصل الحسن إلى قمة السلم التدريبي بعد سبع سنوات مع النادي في أدوار مختلفة.
جاءت أول مباراة له كمدرب رئيسي بعد أربعة أيام فقط، في 13 مارس، عندما خسر الرائد أمام الفتح 3-1، وهو فريق يكافح بدوره للهروب من منطقة الهبوط. رغم النتيجة المخيبة، رأى الحسن التجربة إيجابية ووصفها بأنها "خطوة كبيرة" في مسيرته. وقال في مقابلة مع "عرب نيوز": "أنا مستعد لأي تحدٍ في المستقبل".
مسيرة الحسن مع الرائد كانت طويلة، حيث عمل تحت قيادة ستة مدربين مختلفين وشارك في 220 مباراة قبل أن يحصل على الفرصة لقيادة الفريق بنفسه. ورغم أن فترة قيادته كانت قصيرة، إلا أنها كانت لحظة محورية في تطوره كمدرب.
وُلد الحسن في مخيم نهر البارد في لبنان لعائلة فلسطينية من صفورية، لذا لم تكن قصته سهلة أبدًا. رغم خلفيته، انطلق في الدوري اللبناني الممتاز بعمر 17 عامًا مع نادي "الرياضة والأدب" التاريخي في طرابلس.
اكتشفه مدربو النادي بالصدفة عندما كان يلعب مع فريق مدرسته على ملعب التدريب الخاص بالنادي. أعجبوا بمهاراته ودعوه للانضمام. قبل التوقيع، اضطر لإقناع والده بأن كرة القدم لن تعيق دراسته. التزم بوعده وأكمل الثانوية ثم الجامعة.
فتح انضمام فلسطين إلى الفيفا عام 1998 أبوابًا جديدة. برز الحسن مع نادي "سلام زغرتا"، حيث سجل 12 هدفًا في موسم 2003/2004 وتم اختياره ضمن فريق الموسم. أدى أداؤه لاستدعائه للمنتخب الفلسطيني عام 2004 بعد أن لفت انتباه المدرب ألفريد ريدل في معسكر تدريبي.
مسيرته الدولية كانت قصيرة لكنها مؤثرة. خاض مباراتين، سجل فيهما هدفًا واحدًا، وكان جزءًا من الفريق الذي حقق أكبر انتصار لفلسطين في تصفيات كأس العالم (8-0 على تايبيه الصينية).
اعتزل الحسن كرة القدم المحترفة عام 2005 وانتقل إلى إسبانيا لبدء حياة جديدة. لتعلم اللغة، كان يقرأ صحيفتي "ماركا" و"آس" بمساعدة قاموس جيب لترجمة أخبار كرة القدم. بمساعدة أقاربه في مدريد، تأقلم مع محيطه الجديد وبدأ العمل مع فرق الشباب أثناء حصوله على شهادات التدريب من الاتحاد الأوروبي (UEFA).
قاده هذا المسار إلى الأهلي السعودي لفترة قصيرة تحت قيادة فيتور بيريرا، ثم إلى أتلتيكو مدريد عام 2015. بعد حصوله على الرخصة التدريبية الأوروبية "برو"، عاد إلى السعودية عام 2018 لأسباب شخصية وعائلية.
بصفته الابن الأكبر، شعر بمسؤولية تجاه مساعدة أسرته في لبنان التي عانت من النزاعات. كما أراد لبناته الثلاث (اثنتان وُلدتا في مدريد، وواحدة في السعودية) أن ينشأن بعلاقة أقوى بجذورهن.
رغم تلقيه عروضًا من أندية عربية أخرى، آمن الحسن أن انضمامه للرائد كان "مقدرًا". انتهت فترة تدريبه المؤقت خلال التوقف الدولي، ليحل مكانه كريشيمير ريزيك (المدرب السابع للنادي في السنوات الأخيرة). عاد الحسن إلى منصبه كمساعد في خسارة الرائد الضيقة أمام القادسية (1-0) في نصف نهائي كأس الملك.
بتأمل تجربته القصيرة كمدرب رئيسي، أشاد الحسن بفريقه وقال إنهم "استحقوا الأفضل". كما عبر عن فخره برؤية زميله السابق إيهاب أبو جزر يقود فلسطين لتحقيق انتصار تاريخي على العراق. أما عن المستقبل، فيبدو متفائلًا: "أؤمن أن لدي القدرة على المضي قدمًا".















