أخبار كرة القدم العالمية
·04-02 12:59

يفهم محمد السعد جيدًا شعور صناعة التاريخ. في فبراير الماضي، أصبح أول لاعب سعودي يسجل هدفًا في نظام الدوري الفرنسي المحترف. كان هدفه لفريق دونكيرك في مواجهة كليرمونت فوت 63 في الدوري الفرنسي الدرجة الثانية لحظة لم يتخيلها أبدًا، حيث سجل اسمه في سجلات التاريخ.
والآن، ينتظره إنجاز آخر. دونكيرك، نادي من الدرجة الثانية، على موعد لمواجهة باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس فرنسا. الفوز سيجعلهم أول فريق خارج الدوري الفرنسي الممتاز يصل إلى النهائي منذ فريق ليهيربييه في 2018. لم يتحقق هذا الإنجاز سوى مرة واحدة من قبل، عندما توج لوهافر بالكأس في 1959.
قال السعد لـ"العربية.نت" في مقابلة حصرية: "هذا تحدٍ كبير. باريس سان جيرمان من أقوى الأندية في فرنسا وأوروبا، لكننا مستعدون وواثقون. سنبذل كل ما في وسعنا للوصول إلى النهائي وكتابة التاريخ."
لم يصل دونكيرك إلى هذا الموعد منذ عام 1929. ملعب الفريق الأساسي، ستاد مارسيل تريبو، الذي يتسع لـ5000 متفرج، صغير جدًا لهذه المناسبة. لذلك، تم نقل المباراة إلى ستاد بيير موروي في ليل، الذي يتسع لـ50 ألف متفرج. لكن الفريق المرشح للهزيمة مصمم على تحدي التوقعات، رغم أن باريس سان جيرمان أظهر قسوة بالفعل عندما سحق فريق ستاد بريوشين من الدرجة الرابعة بنتيجة 7-0 في ربع النهائي.
مواجهة نجوم باريس سان جيرمان، مثل أشرف حكيمي وأوسمان ديمبلي وبرادلي باركولا، تمثل فصلًا مميزًا في مسيرة السعد الكروية. وُلد اللاعب الموهوب في مكة المكرمة وبدأ مسيرته في أكاديمية النادي الأهلي، لكنه غادرها في سن الـ15 فقط.
بعد سنوات، في 2023، وجد فرصة جديدة مع الاتفاق، حيث تمت ترقيته إلى الفريق الأول تحت قيادة المدرب ستيفن جيرارد آنذاك. تذكر السعد: "في أول حصة تدريبية لي، سألني جيرارد عن سبب غيابي عن معسكر ما قبل الموسم. وقال لي على الفور: 'من اليوم، أنت جزء من الفريق الأول.' الجميع يعرف إرثه كقائد في ليفربول."
لكن محدودية وقت المشاركة – 30 دقيقة فقط في 5 مباريات – جعلت السعد يعيد النظر في خياراته. خلال معسكر ما قبل الموسم في إسبانيا، أتيحت له فرصة الانضمام إلى نادي نيوم، الذي كان يسعى للصعود إلى دوري المحترفين السعودي.
في 15 مباراة فقط، سجل السعد 5 أهداف، ولعب إلى جانب نجوم كبار مثل أحمد حجازي وسلمان الفرج ورومارينيو. قال: "كانت فترة قصيرة لكنها لا تُنسى. تعلمت الكثير من زملائي، وساعدنا الفريق في البقاء على مسار الصعود."
رغم أدائه المهم مع نيوم، قرر السعد الانتقال إلى الخارج في يناير الماضي.
رأى دونكيرك، الذي كان يسعى للصعود إلى الدوري الفرنسي الممتاز، إمكانات كبيرة في السعد. ديمبا با، المدير الرياضي للنادي والهداف السابق لتشيلسي ونيوكاسل، إلى جانب المدرب لويس كاسترو، دفَعا لإتمام انتقاله على سبيل الإعارة.
قال السعد: "لا أعرف إذا كانت هناك أندية أخرى مهتمة، لكن دونكيرك أوضحوا أنهم يريدونني. كنت متحمسًا للتحدي ومتشوقًا لخوض تجربة الدوري الفرنسي الدرجة الثانية."
كان تأثيره فوريًا. أصبح أول لاعب سعودي يسجل في الدوري الفرنسي، وهي لحظة فخر له. قال: "كان شعورًا خاصًا ومصدر فخر لي ولوطني." الآن، شارك كأساسي في 6 من آخر 7 مباريات للفريق، بينما يحتل دونكيرك المركز الخامس في مسعاه للصعود. التأهل إلى ملحق الصعود للدوري الممتاز ممكن، حيث يتأهل المركز الثالث والرابع والخامس للمنافسة على العلامة الكبرى.
بينما يستعد لمواجهة باريس سان جيرمان، يفكر السعد أيضًا في خطواته المقبلة. قال: "نعم، أنا هنا على سبيل الإعارة، لكنني أستمتع حقًا بهذه التجربة. هذه الفرصة تساعدني على النمو، وإذا كان الخيار بيدي، سأبقى. اللعب في الخارج في هذه المرحلة لا يقدر بثمن لتطوري."
لم يمر صعوده مرور الكرام. في مارس، استدعي لأول مرة إلى المنتخب السعودي الأول. رغم أنه لم يشارك في تصفيات كأس العالم أمام الصين واليابان، إلا أنه قيّم التجربة.
قال: "كان شرفًا لي أن أمثل بلدي. علاقتي مع هيرفي رينارد كانت رائعة. أظهر اهتمامًا حقيقيًا بجميع اللاعبين، سواء المحليين أو الذين يلعبون في الخارج. إنه مدرب من الطراز الأول يتمتع بشخصية قوية."
بينما يواصل صنع بصمته، تظل رحلة السعد شهادة على المثابرة والطموح. تحديُه القادم؟ مواجهة باريس سان جيرمان، حيث سيحاول هو وفريقه إضافة فصل جديد إلى قصتهم المذهلة.















