الصحة اليومية
·11-18 03:02
من الحكة البسيطة في الحلق إلى الانسداد التام للأنف، تُعدُّ العدوى الفيروسية للجهاز التنفسي العلوي، التي يُطلق عليها «نزلات البرد»، مصدر إزعاج مألوف. تصيب الشخص عادةً ثلاث إلى أربع مرات سنوياً، وتُهدِّد روتينه بأيام من التعب. لا تُجدي المضادات الحيوية، وما يُباع دون وصفة يُخفّف الأعراض قليلاً فقط. تُعاد الآن ممارسة قديمة مدعومة بأبحاث حديثة: غسل الأنف بمحلول ملحي. تعرض المقالة مقارنة مفصلة بين هذه الطريقة والوسائل المتداولة في تهدئة نزلات البرد والحساسية، وتوجهها إلى الآباء والطلاب وموظفي المكاتب وكل من يبحث عن معلومة صحية موثوقة. ما هو غسل الأنف بالمحلول الملحي؟ هو إدخال محلول ملحي في مناخير الأنف وإخراجه لإزالة المخاط والمهيجات. يُجرى بواسطة زجاجات رش مزودة بمضخة، أو بإناء تقليدي يُعرف بـ neti pot، ويُرجع استخدامه إلى الهند في القرن الخامس عشر. ليس المفهوم غريباً على الطب الغربي؛ وثّقت الوثائق اليونانية والرومانية ممارسات مماثلة. كيف يعمل؟ يقدّم العلم ثلاث مزايا واضحة 1. التنظيف الميكانيكي: يُزيح المحلول الملحي المخاط والقشور والجزيئات العالقة، ويُخرج الفيروسات والمُسبّبات المؤرقة للحساسية. 2. بيئة أقل ملاءمة للفيروس: الماء المالح أقل قلوية قليلاً من الماء العذب؛ يُضعف هذا الفارق البسيط قدرة بعض الفيروسات على التكاثر. 3. دعم الأهداب: تبطّن الممرات الأنفية أهداب مجهرية تُحرّك المخاط إلى الخارج. يحافظ المحلول الملحي على حركتها، فيبقى «المصعد المخاطي» فعّالاً. ما تقوله الدراسات؟ أظهرت تجربة أُجريت عام 2024 على أكثر من 11000 شخص ونُشرت في The Lancet أن الغسل الملحي عند أول عرض يقصّر مدة المرض بنحو يومين. دراسات أصغر سجّلت نقصاً يصل إلى أربعة أيام. تشير بيانات أخرى إلى تقليل انتشار العدوى. دراسة منفصلة عن كوفيد-19 لاحظت انخفاض الحمل الفيروسي في الأنف بعد الغسل المنتظم مقارنة بمجموعة لم تغسل أنفها. تتعدى الفائدة الالتهابات الحادة. في حمى القش، أدى الاستخدام المنتظم إلى تراجع ملحوظ في الحاجة لأدوية الحساسية. وظهرت نتائج مشجعة في الاحتقان المزمن، والقطران الخلفي، والجيوب المتكررة. تأثير صحي أوسع: تقليل استخدام المضادات الحيوية لا تُفيد المضادات في نزلات البرد، لكن تُكتب ملايين الوصفات سنوياً. بتقديم وسيلة فعالة لتخفيف الأعراض، يُمكّن الري الأنفي الملحي المريض والطبيب من الاستغناء عن المضادات في العدوى الفيروسية، ويُبطئ ظهور المقاومة الميكروبية. كيف تُجرى العملية بأمان؟ لا تحتاج إلى معدات غالية. يكفي إناء neti أو زجاجة شطف أو زجاجة رذاذ. لتحضير المحلول: اذب نصف ملعقة صغيرة من ملح البحر غير المُضاف إليه يود في كوب ماء (240 مل). يجب أن يكون الماء معقماً: مقطر أو مُغلى خمس دقائق ثم بُرد حتى يصبح فاتراً. يُضاف قليل من بيكربونات الصوديوم لتقليل الوخز. ابدأ الغسل عند أول عرض أو بعد التعرض الواضح. مرة صباحاً ومرة مساءً جرعة مبدئية، ويُزاد العدد حسب الحاجة. استشر مختصاً إذا استمرت الأعراض أو ازدادت.














