أخبار كرة القدم العالمية
·11-16 16:28

بعد الهزيمة الكبيرة بخمسة أهداف دون رد أمام النصر في المباراة الافتتاحية للموسم، لم يكن متوقعاً أن يظهر التعاون كالمتحدي الرئيسي للمتصدر. لكن مع توقف دوري روشن السعودي فترة التوقف الدولي، أصبح هذا هو الواقع القائم. تحت القيادة المعادة لبيريكليس شاموسكا، قاد الفريق القادم من بريدة تحولاً مثيراً للإعجاب، حيث حصد سلسلة من سبعة انتصارات متتالية ليتقدم إلى المركز الثاني. بعد ثماني جولات، أصبح متأخراً بثلاث نقاط فقط عن السجل المثالي للنصر ومتقدماً بنقطة واحدة على بطل الدوري الحالي الهلال. يمثل هذا الصعود أحد أبرز قصص بداية الموسم، مما يؤكد أن نجاحهم السابق لم يكن مجرد حظ عابر.
في الحقيقة، هذا الموقف يمثل تكراراً للتاريخ. فخلال موسم 2023-24، تحدى التعاون التوقعات بطريقة مماثلة، ليحقق في النهاية المركز الرابع والتأهل لدوري أبطال آسيا. لذا فإن السؤال المطروح هو: كيف تمكنوا من إعادة تحقيق هذا الإنجاز في دوري أصبح أكثر تنافسية، خاصة مع ظهور أندية قوية جديدة مثل القادسية ونيوم؟
كان قرار إعادة تعيين شاموسكا مقامرة محسوبة. بعد موسمه الاستثنائي مع التعاون، انتقل المدرب البرازيلي ليقود نيوم نحو تحقيق الصعود التاريخي، وهو الإنجاز الذي حققه بـ24 فوزاً في 34 مباراة. حملت عودته إلى النادي الذي سبق أن حقق فيه إنجازات كبيرة ضغوطاً متوقعة، لكن قيادة التعاون لم تتردد في هذه الخطوة. يستند ثقتهم إلى إحصائية ملحوظة: شاموسكا يُعد رسمياً أكثر المدربين تحقيقاً للانتصارات في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، حيث حقق 88 فوزاً خلال فتراته التدريبية مع أندية مختلفة، متجاوزاً بذلك حتى المدرب شديد النجاح جورجي جيسوس.
مع ذلك، لم يعد شاموسكا إلى تشكيلة مطابقة تماماً لما سبق. بينما حافظ الفريق على نواته الأساسية، ساهمت الإضافات الاستراتيجية في تشكيل هجوم أكثر فعالية. أضاف انضمام اللاعب الدولي الكولومبي روجر مارتينيز الموسم الماضي بُعداً جديداً، وفي هذا الموسم، قفزت الأرقام الهجومية قفزة كبيرة. بعد أن سجل الفريق 40 هدفاً في الموسم السابق بأكمله، نجح التعاون في تسجيل 23 هدفاً في ثماني مباريات فقط - بمعدل 2.88 هدف في كل مباراة. ساهم مارتينيز بستة أهداف، بدعم من موسى بارو والتعاقد المؤثر بالإعارة أنجيلو فولجيني من نادي لينز. وأصبح لاعب الوسط الهجومي الفرنسي قوة إبداعية بارزة، حيث احتل المرتبة الثانية في الدوري بخمس تمريرات حاسمة.
يعزو شاموسكا نفسه هذا النجاح إلى أساس متين من العمل الجاد، وإلى الاستمرارية التي تمتعت بها العلاقة من فترته الأولى. وأشار إلى أن المعرفة المسبقة لمعظم اللاعبين بمنهجيته التدريبية سهلت عملية إعادة الاندماج بسلاسة. وقال شاموسكا عقب فوز فريقه 5-2 على الفيحاء: "الميزة أنني أعود إلى نادي سبق أن قمت فيه بعمل لمدة عامين، ومعظم اللاعبين، خاصة الأجانب، استمروا في النادي". كما أكد على أهمية التوافق بين إدارة النادي والطاقم الفني واللاعبين، مما يخلق جبهة موحدة تكرس جهودها لتحقيق هدف مشترك. هذا النهج الشامل، حيث يعمل كل قسم بدءاً من الرعاية الطبية ووصولاً إلى الإعداد البدني بتناغم يومي، هو ما يصفه شاموسكا بأنه "السر الكبير" وراء القوة الجماعية للفريق ونتائجه المتسقة.















