أخبار كرة القدم العالمية
·08-05 15:21

لفهم مدى تأثير سعد الشيخي على فريق الاتفاق الموسم الماضي، من المهم النظر إليه ضمن سياق تاريخ النادي الحديث مع المدربين. منذ بداية موسم 2017-2018 من دوري روشن السعودي، شهد الفريق الدمامي تعاقب عشرة مدربين مختلفين، بما في ذلك التعيينات المؤقتة. ومن بينهم، برز الشيخي كأفضلهم، حيث حقق أعلى نسبة فوز وأعلى متوسط نقاط في المباراة خلال فترتين قضاهما مع الفريق.
جاءت تجربته الأولى على رأس الفريق في منتصف موسم 2017-2018، عندما تولى المسؤولية خلفًا لميودراج ييسيتش، الذي كان الفريق يعاني تحت قيادته في الجزء السفلي من الترتيب مع تحقيق ثلاثة انتصارات فقط. في آخر 15 مباراة تحت قيادة الشيخي، حقق الاتفاق سبعة انتصارات بنسبة نجاح بلغت 46.67%، بمتوسط 1.67 نقطة في المباراة. أداؤه المميز أكسبه اعترافًا واسعًا ومنصبًا مع المنتخب الوطني، حيث تولى قيادة منتخب السعودية تحت 23 سنة.
باستثناء موسم خالد العطوي 2020-2021، عندما أنهى الاتفاق الموسم في المركز الخامس بنسبة فوز مماثلة ولكن بمتوسط نقاط أقل قليلًا (1.57 نقطة في المباراة)، لم يتمكن أي مدرب من تحقيق ما حققه الشيخي حتى عودته في الموسم الماضي، الذي كان أكثر إنتاجية.
عاد الشيخي في نهاية موسم 2024-2025 في لحظة حرجة، حيث كان الفريق يحاول التعافي من سلسلة نتائج سيئة تحت قيادة ستيفن جيرارد، قائد ليفربول السابق. بعد أن فاز الفريق بثلاث مباريات في بداية الدوري، لم يتمكن من تحقيق سوى انتصارين فقط في الـ14 مباراة التالية. وعندما عُيّن الشيخي مرة أخرى في نهاية يناير، كان الفريق في المركز الثاني عشر بفارق خمس نقاط فقط عن منطقة الهبوط.
كان تأثيره سريعًا وقويًا. في الـ17 مباراة المتبقية، فاز الاتفاق بتسع مباريات وتعادل في أربع، ليتسلق إلى المراكز السبع الأولى في الدوري. هذه النتائج تعادل نسبة فوز بلغت 52.9%، ومتوسط 1.82 نقطة في المباراة – وهي أفضل الأرقام التي حققها أي مدرب للاتفاق في العصر الحديث. وبطبيعة الحال، لم يتردد النادي في تجديد عقده بمجرد انتهاء الموسم.
بدأ التغيير مع تعديلات في التشكيل التكتيكي. اعتمد جيرارد بشكل كبير على تشكيلة 4-3-3 التقليدية، مما حدّ من تنوع الهجوم وأبقى كابتن الفريق جورجينيو فينالدوم في مواقع دفاعية. بينما اعتمد الشيخي تشكيلة 4-2-3-1، مدفعًا فينالدوم إلى الأمام لاستغلال غرائزه الهجومية بشكل أفضل.
إحصائيًّا، كانت التغييرات واضحة. ظل عدد المحاولات على المرمى مشابهًا في النصفين من الموسم – 158 تحت قيادة جيرارد و166 تحت قيادة الشيخي – ولكن النتائج اختلفت. سجل الاتفاق 25 هدفًا تحت قيادة الشيخي مقارنة بـ19 هدفًا سابقًا، مما عزز نسبة التحويل من 12% إلى 15%، ودقة التصويب من 43.7% إلى 48.2%. كما سجل الفريق تسديدات أكثر على المرمى – 80 مقابل 69.
كان فينالدوم أحد أكثر المستفيدين من النظام الجديد. ازداد تأثيره بشكل كبير في النصف الثاني من الموسم، حيث سجل 10 أهداف من أصل 14 في الدوري، وساهم بثلاث تمريرات حاسمة بعد تغيير المدرب. متعته الواضحة على الملعب عكست الغرض الجديد والحرية التي وجدها في الدور الهجومي.
ربما كانت اللحظة الأبرز في الموسم هي الانتصار المثير على النصر. بعدما كان الاتفاق متأخرًا 2-1 في الدقائق الأخيرة، تولى فينالدوم زمام المبادرة وسجل هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع، بما في ذلك الهدف الحاسم قبل نهاية المباراة، ليحقق فوزًا تاريخيًا في الرياض.
لم يقتصر إعادة تعريف خط الوسط على تمكين فينالدوم فقط، بل فتح المجال للآخرين للتألق. وجد لاعبوون مثل ألفارو ميدران وفيتينهو والمحلي مختار علي فرصًا أكبر للتأثير في المباريات، خاصة في غياب المهاجم موسى ديمبيلي المصاب. أصبح الفريق أكثر تماسكًا وأكثر خطورة في الثلث الأخير.
مع التطلع إلى موسم 2025-2026، سيبدأ الشيخي الموسم كمدرب من اليوم الأول – وهي تجربة جديدة له مع الاتفاق. النهاية القوية للموسم الماضي رفعت التوقعات لدى النادي والجماهير. كما عززت مكانة الشيخي كواحد من أبرز المدربين السعوديين – ومصدر إلهام للجيل القادم من المدربين المحليين.















