أخبار كرة القدم العالمية
·08-01 14:25

بعد أكثر من عقد من الزمان مع نادي الهلال، ودع ياسر الشهراني عمالقة الرياض، مُنهياً فصلًا حافلاً استمر 13 عاماً. خلال فترة وجوده في العاصمة، قدم الظهير الأيسر الديناميكي أكثر من 400 مباراة وحقق 20 لقباً، بما في ذلك ستة ألقاب في الدوري المحلي وتاجين قاريين.
عُرف الشهراني بطاقته غير المنقطعة واندفاعاته الهجومية الجريئة من الجهة اليسرى، حيث تميز كواحد من أكثر اللاعبين اتساقاً وإعجاباً في كرة القدم السعودية. تركت أداؤه الحيوي وروحه الإيجابية وعزيمته أثراً لا يُمحى في قلوب زملائه وجماهير النادي.
إلى جانب زملائه مثل سلمان الفرج وسلمان الدوسري، ساهم في تشكيل عصر الهلال الذهبي، ولعب دوراً محورياً في تحول الفريق إلى أحد أكثر الأندية رهبة في المنطقة. ورغم انتهاء مسيرته مع النادي، ستبقى إسهاماته جزءاً من إرثه.
يحمل رحيل اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً حملاً عاطفياً ثقيلاً، ليس فقط للجماهير، ولكن للاعب نفسه. عبر عن امتنانه، معترفاً بالثقة التي منحه إياها القائمون على النادي على مر السنين، وشكر طاقم العمل المختلف، وأثنى على الجماهير المخلصة التي وقفت بجانبه طوال رحلته.
بينما يُغلق الشهراني باباً على حقبة مشرقة، فإنه يفتح آخر مألوفاً في رحلته الكروية. فقد عاد إلى نادي القادسية، النادي الذي بدأ منه مسيرته.
كونه من مواليد الدمام، برز الشهراني من أكاديمية القادسية الشبابية قبل أن يخوض أولى تجاربه الاحترافية مع الفريق. بين عامي 2010 و2012، قضى موسمين تكوينيَّين مع الفريق الخبري، لافتاً أنظار كشافة الهلال.
والآن، بعد أكثر من عقد من الزمان، يعود إلى حيث البداية. أكد القادسية التعاقد عبر صورة للشهراني بجانب أحد المشجعين الصغار مرتدياً القميص الأحمر، معلقاً: "مرحباً بك في بيتك."
وفي رسالة صادقة، عبَّر عن مشاعره تجاه هذه العودة قائلاً: "اليوم أعود إلى حيث كل شيء بدأ... القادسية." وأعرب عن امتنانه للنادي الذي رباه، مؤكداً حماسه لخوض تحدي جديد مع الفريق الذي شكَّل بداياته.
لم تخلُ مسيرة الشهراني من التحديات. واحدة من أكثر اللحظات التي لا تُنسى كانت خلال الفوز التاريخي للمنتخب السعودي على الأرجنتين في كأس العالم بقطر.
في الدقائق الأخيرة من تلك المباراة، تعرض لاصطدام عنيف مع زميله محمد العويس، مما تسبب في إصابات خطيرة هددت حياته. نُقل على إثرها لإجراء عملية جراحية عاجلة لوقف نزيف داخلي، وخضع لاحقاً لعمليات إضافية في الوجه والبنكرياس.
تطلبت الإصابة فترة طويلة من إعادة التأهيل، مع عمليات متعددة وغياب خمسة أشهر عن الملاعب. ورغم الصعوبات، عاد إلى الميدان، دليلاً على صموده والتزامه.
ربما تختصر تلك الحادثة روح الشهراني: لا يعرف الخوف، مخلصاً، ومستعداً للتضحية من أجل فريقه. تجاوزت تضحياته المألوف، مما جعله ليس مجرد لاعب، بل رمزاً للعزيمة.
والآن، بينما يخطو نحو فصل جديد، فإنه يحمل معه فخراً بمسيرة حافلة، وحماساً لرحلة لم تنتهِ بعد.















