أخبار كرة القدم العالمية
·05-09 16:43

سيواجه مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير بعضهما البعض في نهائي الدوري الأوروبي يوم 21 مايو، في مشهد آخر يجمع ناديين إنجليزيين في منافسة أوروبية. تأهل يونايتد إلى النهائي بعد تفوقه الكبير على أتلتيك بيلباو في مباراتي الذهاب والإياب، بتصفية إجمالية قاسية بلغت 7-1. أما توتنهام، فقد تجاوز بسهولة عقبة بودو/جليمت النرويجي، ليحسم مواجهة نصف النهائي بنتيجة مريحة 5-1.
يمثل هذا اللقاء السادس الذي يلتقي فيه ناديان إنجليزيان في نهائي بطولة أوروبية رئيسية، وهو الثالث بالنسبة لتوتنهام. بالنسبة لمانشستر يونايتد، فإن الفوز سيمنحهم لقب الدوري الأوروبي للمرة الثانية في ثماني سنوات، بينما يسعى توتنهام لإنهاء جفاف دام 41 عامًا دون ألقاب أوروبية.
سيخوض توتنهام النهائي بثقة كبيرة بعدما هزم مانشستر يونايتد ثلاث مرات هذا الموسم. فاز فريق أنجيه بوستيكوغلو بنتيجة 3-0 في أولد ترافورد، ثم حقق فوزًا ضيقًا 1-0 على أرضه في الدوري الإنجليزي، قبل أن ينتصر في مباراة مثيرة في كأس الرابطة بنتيجة 4-3.
على الرغم من هذا السجل القوي، أشار مدرب يونايتد روبن أموريم إلى ندرة هزم فريق لآخر أربع مرات في موسم واحد، معتبرًا أن ذلك قد يعمل لصالح فريقه. ووافق غلين هودل، لاعب توتنهام السابق، على هذا الرأي، مؤكدًا أن تكرار مثل هذه النتيجة صعب حتى عندما يكون الفريق في أفضل حالاته.
آخر لقب أوروبي لمانشستر يونايتد كان عام 2017 تحت قيادة جوزيه مورينيو. وكادوا أن يفوزوا بالبطولة مرة أخرى في 2021، لكنهم خسروا بركلات الترجيح أمام فياريال في النهائي. ورغم الأداء المخيب لهم في الدوري هذا الموسم، يعتقد بول سكولز، لاعب اليونايتد السابق، أن خبرة النادي في أوروبا قد تكون العامل الحاسم. وقارن أداء اليونايتد في المسابقات القارية بريال مدريد، مشيرًا إلى أن التاريخ غالبًا ما يكون في صالحهم، بينما يفتقر توتنهام إلى نفس الخبرة في الفوز بالألقاب.
كلا الناديين يعانيان في الدوري الإنجليزي، حيث يحتل يونايتد المركز الخامس عشر، بينما يتذيل توتنهام الترتيب بفارق مركز واحد فقط. ومع ذلك، فإن الفوز في بيلباو لن يمنحهم اللقب فحسب، بل سيضمن أيضًا مقعدًا في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل — وهو أمر بعيد المنال بسبب ترتيبهم في الدوري.
استبعد مدرب توتنهام بوستيكوغلو تأثير الأداء السيئ في الدوري، مؤكدًا أن التأهل لنهائي أوروبي إنجاز بحد ذاته. وأشار إلى أن العديد من الفرق احتلت مراكز متقدمة في الدوري دون أن تصل إلى نهائيات كبرى، مؤكدًا أن كلا الناديين يستحقان المنافسة على اللقب.
من المثير للاهتمام أن الفائز بهذا النهائي سيكون أقل فريق مرتبة في الدوري المحلي يفوز بالدوري الأوروبي منذ إعادة تسميته عام 2009. فلم يسبق لأي فريق متأهل أو فائز بالبطولة أن أنهى الموسم في مركز أقل من الثاني عشر، حيث وصل إشبيلية وفولهام سابقًا إلى النهائي من هذا المركز.
وفقًا لنموذج التنبؤات من "أوبتا"، يُعتبر مانشستر يونايتد المرشح الأقرب للفوز باللقب بنسبة 50.7%، مقارنة بـ 49.3% لتوتنهام. ورغم تفوق توتنهام في المواجهات المباشرة هذا الموسم، يرى المحللون أن المباراة ستكون شديدة التنافس.
وصفت إيزي كريستيانسن، في حديثها لقناة TNT Sports، المباراة بأنها مشوقة، حيث يسعى كلا الفريقين لإثبات نفسه بعد موسم مخيب في الدوري. وتشكل معاناتهما المتوازية في الدوري الإنجليزي خلفية لنهائي متوقع أن يكون تنافسيًا للغاية.
قد يكون إلغاء نظام انتقال الفرق الخارجة من دوري الأبطال إلى الدوري الأوروبي هذا العام قد ساهم في تسهيل طريق الفريقين إلى النهائي. ففي السابق، كان عدد كبير من المتأهلين للنهائي أو الفائزين بالبطولة قد بدأوا الموسم في دوري الأبطال. وقد يكون هذا التغيير، الذي تم تطبيقه مع صيغ المسابقات الأوروبية الجديدة، قد قلل من قوة المنافسين في الطريق إلى النهائي.
كانت أول مرة يلتقي فيها ناديان إنجليزيان في نهائي أوروبي عام 1972، عندما هزم توتنهام وولفرهامبتون واندررز في مباراتي الذهاب والإياب ليفوز بكأس الاتحاد الأوروبي. ثم مرت أكثر من ثلاثة عقود قبل أن يتكرر المشهد، عندما تغلب مانشستر يونايتد على تشيلسي بركلات الترجيح في نهائي دوري الأبطال 2008.
في عام 2019، شهدت نهائيات البطولات الأوروبية مشاركة أندية إنجليزية في كلا النهائيين. ففاز ليفربول على توتنهام في دوري الأبطال، بينما تغلب تشيلسي على أرسنال في الدوري الأوروبي. وبعد عامين، حقق تشيلسي لقبًا أوروبيًا آخر بعد الفوز على مانشستر سيتي في بورتو ليتوج بلقب دوري الأبطال.
الآن، مع مواجهة جديدة بين يونايتد وتوتنهام في بيلباو، تشهد كرة القدم الإنجليزية فصلًا جديدًا من منافساتها الأوروبية — مواجهة تعد بكثير من التشويق والتاريخ، وربما نهاية مفاجئة.














