أخبار كرة القدم العالمية
·03-28 11:54

إذا كانت كرة القدم تزدهر بالمفاجآت، فإن مسيرة فلسطين هي حلم أي كاتب سيناريو. في الدقائق الأخيرة من مواجهة العراق، كانت آمالهم في التأهل تتلاشى. الهزيمة كانت ستعني نهاية المطاف رسميًا.
ثم جاء الانقلاب المذهل. هدف وسام أبو علي التعادلي في الدقيقة 88 أشعل الأمل، وفي اللحظات الأخيرة، سجل أحمد مهنا هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع ليحقق انتصارًا لا يُنسى. كان الانفعال واضحًا بين اللاعبين والجهاز الفني والجماهير—انفجار من الفرح في وقت نادرًا ما تشهد فيه فلسطين مثل هذه اللحظات.
رغم أن الطريق لا يزال غير واضح، خاصة بعد فوز عُمان الذي زاد من تعقيد المنافسة، إلا أن رحلة فلسطين لم تنتهِ بعد. لقد نجحوا في إطالة حلمهم لبضعة أشهر إضافية—إنجاز لا يقدر بثمن لأمة تحتاج إلى لحظات مشرقة.
تعيين باتريك كليفيرت مدربًا لإندونيسيا أثار الدهشة، نظرًا لسجله التدريبي غير المتسق. بداية مباراته الأولى أمام أستراليا بدت كالحكاية الخيالية، لكنها تحولت إلى كابوس.
انطلقت إندونيسيا بقوة، وأربكت منتخب السوكروروز وحصلت على ركلة جزاء مبكرة. لو نجح كيفين ديكس في تسجيلها، لكانت بداية مثالية لحقبة كليفيرت. لكن إهدار الكرة كان الشرارة التي أشعلت الكارثة—تلقى الفريق هدفين في دقائق، وخسر 3-0 بنهاية الشوط الأول. وعند صافرة النهاية، كانت الهزيمة ثقيلة بنتيجة 5-1.
لكن الألم الحقيقي كان رد فعل الجماهير الإندونيسية في سيدني. هتافات باسم المدرب السابق شين تاي-يونغ، وصافرات الاستهجان كلما ظهر كليفيرت على الشاشة، كانت إشارة واضحة على السخط.
لكن كرة القدم تحكمها النتائج، وسرعان ما استعاد كليفيرت السيطرة. انتصاره الصعب 1-0 على البحرين أمام 70 ألف مشجع في جاكرتا كان بمثابة تنفس الصعداء. الضغط خفت حدة الآن، لكن كليفيرت يعلم أن التوقعات لا تزال عالية جدًا.
لو نشرت السعودية إعلانًا، لكان يقول: "مطلوب هداف بشكل عاجل. التقديم مفتوح."
رغم جمعها 4 نقاط حاسمة أمام الصين واليابان، إلا أن خط الهجوم لا يزال ضعيفًا بشكل مقلق. في آخر 6 مباريات، سجل المنتخب هدفًا واحدًا فقط—مؤشر خطير للمدرب هيرفي رينارد الذي يسعى للتأهل المباشر.
فراس البريكان يعاني على مستوى النادي، صالح الشهري استُبعد من القائمة، والوافد الجديد عبدالله السالم غير مُختبر دوليًا. نتيجة لذلك، أصبح العبء الهجومي كله على عاتق سالم الدوسري.
بينما يواصل أستراليا هيمنته، لم يعد التأهل بيد السعودية. الفوز في المباريات المتبقية ضروري، لكن دون حل لمشكلة التهديف، قد تنتهي الحملة بخيبة أمل.
قبل عام فقط، رفعت قطر كأس آسيا، مُسكتةً منتقديها بعد أداء مخيب في كأس العالم 2022. لكن اليوم، مسيرتها تتهاوى.
أبطال آسيا خسروا نصف مبارياتهم، وتلقوا أهدافًا أكثر من أي فريق آخر في هذه الجولة. الهزيمة الصادمة أمام قيرغيزستان—التي تقل عنها بـ59 مركزًا في تصنيف الفيفا—كشفت حجم المشكلة.
عدم الاستقرار واضح في قطر. 4 مدربين مختلفين في 3 سنوات أدوا إلى تكتيكات غير متناسقة وغياب للتماسك. نجاحهم الأخير في كأس آسيا كان يُعتبر بمثابة استعادة للاعتبار، لكنه الآن يبدو استثناءً وليس علامة على التقدم.
رغم الأداء الضعيف، لا تزال قطر في سباق التأهل. لكن مع الاعتماد الكبير على أكرم عفيف، تتعاظم الشكوك حول قدرتها على المنافسة على المستوى العالمي. إذا تأهلوا، فسيحتاجون إلى تحسينات كبيرة لمواجهة الكبار.















