أخبار كرة القدم العالمية
·09-28 18:47

يعيد نادي الفتح تكرار سيناريو صعب، حيث يحتل مركزاً متأخراً في جدول دوري روشن السعودي بنقطة واحدة فقط من أول ثلاث جولات. رغم أن هذه البداية تحمل تحديات واضحة، إلا أن النادي ليس غريباً على الظروف الصعبة. فقد احتل المركز الأخير حتى الجولة العشرين الموسم الماضي، وبدا مصيره الهبوط محتوماً. ومع ذلك، وبطريقة استثنائية، لم ينجح في البقاء فحسب، بل صعد إلى المركز العاشر.
بُني ذلك الانتعاش على سلسلة من النتائج المثيرة للإعجاب، بتسع انتصارات في آخر 15 مباراة. وخلال ذلك، هزموا بطل الموسم الاتحاد ومنافس اللقب النصر، في ما اعتبره الكثيرون هروباً من واقع الهبوط بأعجوبة. لذلك، ورغم أن وضعهم الحالي بعيد عن المثالية، يدخل الفتح المعركة الجديدة بخبرة متراكمة من الماضي.
للبعث من جديد، يجب على الفريق إعادة اكتشاف حدة الهجوم. فقد جاء التحول الأخير عبر تعزيز خط الهجوم، من بين أضعف الخطوط الهجومية في الدوري إلى أحد أكثرها فعالية. هذا الموسم، عادت المشكلة ذاتها للظهور، بتسجيل ثلاثة أهداف فقط في ثلاث مباريات.
تقع المسؤولية الآن على عاتق مجموعة من المهاجمين المخضرمين، أبرزهم ثلاثي متحد بجذوره الأفريقية: المغربي مراد بتنة، والجزائري سفيان بندبكة، والكاميروني كارل توكو إكامبي. يجمعون بين الألفة والتنوع في الهجوم، بقدرة على اختبار أي خط دفاعي في الدوري.
يعد توكو إكامبي، الأحدث انضماماً، قادماً من الاتفاق في نافذة الانتقالات. وبعمر 33 عاماً، يحمل سيرة ذاتية تضم تجارب في البطولات الأوروبية الكبرى مع فياريال وأولمبيك ليون، بالإضافة إلى إنجازات دولية مع الكاميرون، منها لقب كأس الأمم الأفريقية 2017. بالمقابل، يمثل بتنة وبندبكة دعامتين أساسيتين في الفريق، حيث قدما معاً نحو 300 مباراة وسجلا 81 هدفاً في الدوري، مما يجعلهما شخصيتين محوريتين في هوية النادي.
بينما يمثل الثلاثي الأفريقي الخبرة والاستقرار، يبقى المهاجم الأرجنتيني ماتياس فارغاس قلب الفتح النابض. انضم خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية بعد تجربة ناجحة في الصين، وكان له تأثير فوري. أنهى الموسم الماضي بسبعة أهداف وأربع تمريرات حاسمة، بلعب دور محوري في الحفاظ على بقاء النادي.
هذا الموسم، سجل فارغاس هدفين وتمريرة حاسمة واحدة، مما يعني أنه شارك في كل أهداف الفريق حتى الآن. يبقى تأثيره حيوياً، وقدرته على التفاعل مع بتنة وبندبكة وتوكو إكامبي ستحدد على الأرجح آفاق الفتح في الأسابيع المقبلة.
لا يترك الجدول الزمني القريب مجالاً للخطأ. يلتقي الفتح مع القادسية نهاية هذا الأسبوع قبل مواجهة النصر بعد فترة التوقف الدولي، في ما يمثل مخاطرة وفرصة في آن واحد. بمرونتهم المثبتة وتشكيلة هجومية غنية بالإمكانات، يمتلك النادي الأدوات للخروج من الأزمة مرة أخرى.
لفريق يعرف جيداً مرارة الكفاح وبهاء الانتعاش، تمثل هذه المرحلة فرصة أخرى لإثبات الشخصية. قد تحدد قدرته على تفعيل قوته الهجومية بسرعة كافية مسار موسمه.














