أخبار كرة القدم العالمية
·08-07 14:54

شهدت السنوات العشر الماضية لنادي ليستر سيتي مزيجًا من الفرح والألم. بدأت القصة بإنجاز هز العالم – رفع كأس الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016، بقيادة المدرب كلاوديو رانييري وبمساهمة نجوم مثل جيمي فاردي ورياض محرز وإنغولو كانتي.
بعد عامين فقط من هذا الإنجاز التاريخي، وقعت مأساة. توفي المالك والرئيس فيشاي سريفادهنابرابها، الرجل المحوري في صعود النادي، إثر تحطم مروحيته خارج الملعب مع أربعة آخرين. وفاته تركت أثرًا عميقًا في قلوب الجماهير والنادي على حد سواء.
اليوم، يستعد ليستر للحياة في دوري البطولة الإنجليزية (الدرجة الثانية) مرة أخرى، بعد موسم واحد فقط من الصعود إلى الدوري الممتاز. لكن عودتهم إلى الدرجة الثانية تأتي مصحوبة بمشكلات تأديبية متعلقة بانتهاكات مزعومة للقواعد المالية خلال حملة الصعود الأخيرة.
لخصت المشجعة المخضرمة كيت بلاكمور المشاعر قائلة: "عشنا لحظات لا تُنسى، لكن إنهاء العقد في الدرجة الثانية مرة أخرى يشعرنا بالقسوة." بالنسبة للجماهير، فإن التباين بين ذروات الماضي وحاضر الغموض يصعب استيعابه.
عاد ليستر إلى الدوري الممتاز عام 2014، ثم عاش موسمًا دراميًا للبقاء تحت قيادة نايجل بيرسون. جاء بعدها الفوز باللقب مع رانييري، ووصول غير متوقع إلى ربع نهائي دوري الأبطال، ثم أول كأس للاتحاد الإنجليزي تحت قيادة بريندان رودجرز. كما حصدوا درع المجتمع ووصلوا إلى نصف نهائي أوروبي عام 2022.
لكن النجاح على أرض الملعب لم يقابله تخطيط متسق خارجها. بدأت الضغوط المالية تتراكم، مما أدى إلى محدودية نشاط الانتقالات وزيادة الاعتماد على بيع اللاعبين. بينما ساعدت صفقات مربحة مثل بيع محرز وماغواير في الحفاظ على استقرار النادي، شهدت السنوات الأخيرة خسائر فادحة: 92.5 مليون جنيه في 2021-2022 و89.7 مليونًا في الموسم التالي.
رغم تجنبهم عقوبات من جهات الدوري الممتاز العام الماضي، يواجه ليستر الآن تدقيقًا من دوري البطولة الإنجليزية (EFL) بشأن نفس المخاوف المالية. هبوط النادي الموسم الماضي جاء رغم امتلاكه أحد أغلى تشكيلات الفرق التي تهبط في تاريخ الدوري الإنجليزي.
وفقًا لمايك ستويل، المدرب السابق الذي خدم النادي لأكثر من 15 عامًا، فإن نقص الاستثمار بعد الفوز باللقب ساهم في تراجعهم. وأشار إلى أنه بعد الفوز عام 2016، لم يتم تعزيز الفريق بشكل كاف، مما ترك التشكيلة تتنافس في مسابقات متعددة دون عمق.
مع تولي الإسباني مارتي سيفوينتس القيادة، يأمل ليستر في إعادة البناء مرة أخرى. المدرب السابق لكوينز بارك رينجرز يتولى مسؤولية فريق في مرحلة انتقالية. تعيينه جاء بعد رحيل رود فان نستلروي، ولا يزال الفريق دون تغييرات كبيرة، باستثناء التعاقد مع الحارس أسمر بيغوفيتش مجانًا.
غياب جيمي فاردي، آخر رابط من تشكيلة الفريق الفائز باللقب، يرمز إلى نهاية حقبة ذهبية. مع ذلك، يرحب سيفوينتس بالتحدي ويعترف بالإرث الذي يرثه. قال لـ BBC Radio Leicester: "وجودك في مكان تكون فيه التوقعات مرتفعة هو علامة على الطموح."
آندي كينج، لاعب خط الوسط الفائز بالدوري الممتاز مع ليستر، أصبح الآن جزءًا من الجهاز الفني. يُنظر إلى وجوده كعامل رئيسي للحفاظ على هوية النادي. بينما يتذكر المدافع الشاب بن نيلسون، الذي كان حامل كرات في موسم الفوز باللقب، تلك اللحظات بوضوح – خاصة أداء أندريا بوتشيلي يوم رفع الكأس.
نيلسون، الذي أصبح الآن جزءًا من الفريق، يرى هذه اللحظة كبداية جديدة. قال: "إنها إعادة ضبط. علينا التركيز على هذا الموسم والبناء خطوة بخطوة."
بينما يتأمل ليستر السنوات العشر الماضية، تظل الذكريات غنية، لكن الطريق أمامه لا يزال غير واضح.















