صراعات توتنهام تحت قيادة دانييل ليفي: جماهير منقسمة وموسم كئيب

أصبح توتنهام هوتسبير، تحت قيادة دانييل ليفي، محط انتقادات حادة وسط صعوبات الفريق هذا الموسم. رغم النشاط الأخير في سوق الانتقالات والجهود المستمرة للحفاظ على الاستقرار المالي، يواجه السبيرز سلسلة من المشكلات داخل الملعب. يتعرض المدرب أنجي بوستيكوغلو لضغوط متزايدة، حيث يتواجد الفريق في منتصف جدول الدوري الإنجليزي الممتاز وخروج مبكر من كلا بطولتي الكأس المحلية. أزمة الإصابات في الفريق، إلى جانب الأداء غير المتسق، زادت من استياء الجماهير.

ليفي، رئيس النادي منذ فترة طويلة، يواجه احتجاجات متصاعدة من المشجعين الذين يشككون في أسلوب إدارته. تجسدت هذه الاحتجاجات بهتافات "ليفي ارحل"، والتي تعكس إحباطًا أوسع بشأن فشل النادي في تحقيق النجاح داخل الملعب واستراتيجية التعاقدات. ينتقد البعض أن أولويات ليفي المالية تطغى على النجاح الرياضي، خاصة مع تركيز النادي على شراء لاعبين شباب بقيمة إعادة بيع مرتفعة. تم تسليط الضوء على هذه المخاوف من خلال لافتات في المباريات الأخيرة تتهم ليفي بتفضيل الربح على المجد. رغم هذه الاحتجاجات، يواصل ليفي حضور المباريات وتحمل الانتقادات شخصيًا، مما يظهر تمسكه بالنادي، وإن كان بطريقة لا تقنع بعض المشجعين.

قوة مالية.. ولكن بأي ثمن؟

خارج الملعب، يظل النموذج المالي لتوتنهام مصدر فخر. وفقًا لخبير الشؤون المالية لكرة القدم كيران ماغواير، أصبح السبيرز "أكثر نادي ربحًا في تاريخ الدوري الإنجليزي"، بفضل الإيرادات التي يوفرها الملعب الجديد بقيمة 1.2 مليار جنيه إسترليني. سياسة النادي المحافظة فيما يتعلق بالرواتب والإنفاق على الانتقالات جعلته آلة لصنع الأموال، حيث حقق أرباحًا وصلت إلى 171 مليون جنيه بين عامي 2001 و2023. ومع هذا النجاح المالي، لا يزال هناك انفصال بين الإنجازات النقدية للنادي وأدائه داخل الملعب.

تمسك قيادة توتنهام بسياسة الإنفاق الحذر، حيث يحتل المرتبة السادسة في الدوري الإنجليزي من حيث إجمالي فاتورة الرواتب والإنفاق على الانتقالات خلال العقد الماضي. أسعار تذاكر المباريات المرتفعة وتذاكر الموسم باهظة الثمن تزيد من الاستياء، حيث يتساءل المشجعون عما إذا كان النجاح المالي يترجم إلى ميزة تنافسية. تم الإشادة بتركيز ليفي على الحفاظ على الاستدامة المالية في بعض الأوساط، لكنه جعل توتنهام يتخلف عن منافسين أكثر ثراءً مثل مانشستر سيتي ونيوكاسل، الذين يمتلك مالكوهم موارد مالية أكبر بكثير.

الديناميكيات الداخلية ومستقبل حكم ليفي

رغم قوة الجانب المالي في عمليات توتنهام، إلا أن الديناميكيات الداخلية تحت قيادة ليفي كانت موضوعًا للانتقادات. يصف المطلعون ليفي بأنه شخص خجول ومجتهد ويكن اهتمامًا عميقًا بالنادي، لكن أسلوبه في التواصل والإدارة لم يلق دائمًا استحسانًا من الموظفين والجماهير. تشير مصادر مقربة من النادي إلى أن قيادة ليفي، رغم شغفها، يمكن أن تكون معزولة بعض الشيء، مع نقص التنوع في الفريق التنفيذي مما يؤدي إلى أخطاء عرضية، مثل استخدام مخطط إجازة الحكومة أثناء الجائحة وقرارات حديثة بشأن تذاكر الخصومات.

رغم هذه الانتقادات، شهدت فترة ليفي فترات من التقدم، خاصة خلال السنوات التي تأهل فيها السبيرز بشكل متكرر لدوري الأبطال تحت قيادة موريسيو بوتشيتينو. لكن التحدي يظل في الجمع بين النجاح المالي والرياضي. يشعر العديد من المطلعين داخل النادي أن توتنهام كان قريبًا من الفوز بأكثر من كأس الرابطة عام 2008، مع الإشارة إلى العديد من الفرص الضائعة في نصف النهائيات والنهائيات، لكنه لم يجد بعد الصيغة الفائزة. لا يزال البحث عن المدرب واللاعبين المناسبين مستمرًا، ورغم إحباط الجماهير، يُعتقد أن ليفي ملتزم بالتنحي فقط عندما يحين الوقت المناسب للنادي، مع احتمال تغيير ملكية النادي في الأفق. ومع ذلك، فإن أي تغيير جذري سيتطلب موافقة من المالك الأغلبية، عائلة لويس.

الوضع في توتنهام معقد، حيث يلعب استياء الجماهير، والانضباط المالي، والبحث عن النجاح داخل الملعب أدوارًا رئيسية في تشكيل المستقبل. بينما تستمر الاحتجاجات وتتصاعد النقاشات حول قيادة ليفي، سيحدد الوقت فقط ما إذا كان السبيرز قادرًا على إيجاد التوازن بين الطموح داخل الملعب والاستقرار خارجه.

toTop